نحتفل في 11 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للعزاب، وهو مناسبة قد تبدو غريبة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها رسالة عميقة عن الاستقلال، وتقدير الذات، والاحتفاء بالفردية، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض في السطور التالية سر الاحتفال به، ولماذا أصبح حدثاً عالمياً؟.
-بدأ هذا اليوم في الأصل، كمبادرة بسيطة من مجموعة من طلاب جامعة صينية في تسعينيات القرن الماضي، أرادوا من خلالها تحويل شعور العزوبية إلى مناسبة إيجابية بدلاً من أن تكون مصدرًا للشفقة أو الإحراج الاجتماعي.
-مع مرور الوقت، تجاوزت الفكرة حدود الصين لتصبح حدثًا عالميًا يحتفي بكل من اختار أن يعيش حياته منفردًا أو لم يدخل بعد في علاقة عاطفية، سواء برغبته أو بظروف الحياة.
-ترجع بداية الاحتفال باليوم العالمي للعزوبية إلى عام 1993 في جامعة نانجينغ بالصين، عندما قرر أربعة طلاب عزاب أن يحتفلوا بيوم خاص بهم في 11/11، نظرًا لتكرار الرقم "1" الذي يرمز إلى الوحدة، وكانت فكرتهم بسيطة في البداية، مناسبة للمرح والتسلية والتعبير عن الذات، لكن سرعان ما لاقت الفكرة رواجًا واسعًا بين الشباب الصيني، لتتحول إلى ظاهرة اجتماعية كبيرة، ثم إلى أكبر حدث تسوق إلكتروني في العالم، حيث تبنته إحدى الشركات الصينية الترويجية لاحقًا، كعيد للتخفيضات الضخمة المخصصة للأفراد غير المرتبطين.
-مع اتساع انتشار الإنترنت والتجارة الإلكترونية، انتقلت فكرة هذا اليوم إلى دولٍ عديدة، ليس فقط كفرصة للتسوق، بل كمناسبة رمزية لتغيير النظرة التقليدية للعزوبية.
-بعد أن كانت العزوبية تعتبر في كثير من الثقافات حالة مؤقتة أو دليلًا على الوحدة، بدأ الناس اليوم ينظرون إليها على أنها اختيار شخصي يمنح صاحبه حرية أكبر لاكتشاف ذاته، والتركيز على تطوره المهني والنفسي والاجتماعي.
-يرى خبراء علم النفس أن مثل هذه المناسبات تساهم في تعزيز الصحة النفسية للفرد، من خلال تشجيعه على تقبل حياته الحالية دون مقارنة أو شعور بالنقص، وتؤكد الدراسات أن الشعور بالرضا عن الذات والاستقلال العاطفي يساعد الإنسان على بناء علاقات صحية مستقبلية، إن رغب في ذلك، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية أو الحاجة إلى إثبات الذات عبر الارتباط.