انطلقت، اليوم الإثنين، في مدينة بيلم البرازيلية فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP30)، الذي ينعقد في قلب الأمازون تحت شعار “تعزيز التكيف عبر إطلاق قوة التكنولوجيا”، وسط حضور دولي واسع يمثل نحو 200 دولة.
ويأتي المؤتمر هذا العام في لحظة فارقة من مسار العمل المناخي العالمي، حيث يوافق الذكرى العاشرة لاتفاق باريس، ويهدف إلى تسريع تنفيذ التعهدات، واستعادة الثقة في العمل المتعدد الأطراف، وربط الطموحات المناخية بحياة الناس اليومية.
وأكد رئيس المؤتمر السفير البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو أن هذه الدورة تمثل بداية فصل جديد في العمل المناخي، إذ تسعى الرئاسة إلى تحويل الالتزامات السياسية إلى حلول عملية ملموسة، من خلال شراكات تجمع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وشهد اليوم الأول إطلاق مجموعة من المبادرات الدولية الرامية إلى تسخير التكنولوجيا لمواجهة آثار التغير المناخي. فقد أعلنت البنوك الإنمائية المتعددة الأطراف وشركاؤها عن أدوات تمويل جديدة لتحويل خطط التكيف إلى مشروعات قابلة للتمويل والتوسع، كما تم تدشين حزمة ابتكار زراعي بقيمة مليارات الدولارات لدعم المزارعين في المناطق الهشة، وتعزيز قدرتهم على مواجهة تغير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي.
وتم أيضا إطلاق المنصة العالمية للعمل الرقمي الأخضر (Green Digital Action Hub)، وهي مبادرة تجمع الحكومات والقطاع الرقمي لتعزيز التحول الأخضر الشامل. كما تم الإعلان عن معهد الذكاء الاصطناعي للمناخ (AI Climate Institute)، إلى جانب مبادرات لتطوير تقنيات إزالة الكربون رقمياً وتحسين الشفافية في انبعاثات قطاع الاتصالات.
وشهد المؤتمر سلسلة من الفعاليات الرفيعة المستوى، أبرزها اجتماع قادة البنوك الإنمائية وصناديق الاستثمار المناخي لمناقشة سبل توسيع نتائج التكيف، وفعالية استعرضت حزمة الدعم الزراعي الجديدة، التي تستهدف حلولاً مبتكرة من البلدان النامية تُربط بخطة التقييم العالمي المقبلة عام 2028.
كما عقدت فعالية وزارية بعنوان "مكافحة الجوع والفقر من أجل العدالة المناخية"، تركز على إعلان “بيلم” التاريخي الذي اعتمدته 44 دولة، ويعترف بحق كل إنسان في الحصول على غذاء صحي وحماية اجتماعية شاملة كركيزتين للمرونة المناخية.
وفي ختام اليوم، ناقش وزراء ومسؤولون من الأمم المتحدة والقطاع الخاص مستقبل التحول الرقمي الأخضر، حيث جرى استعراض التقدم في تنفيذ إعلان COP29 حول العمل الرقمي الأخضر، وتكريم الفائزين في تحديات الابتكار بالذكاء الاصطناعي.
وعقب الجلسة الافتتاحية، عقد رئيس المؤتمر السفير أندريه كوريا دو لاغو والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ سيمون ستيل مؤتمراً صحفياً لاستعراض جدول أعمال المؤتمر.
كما عقدت المديرة التنفيذية لـ COP30 آنا توني مؤتمراً آخر حول دور التكنولوجيا في تسريع التحول المناخي العادل بمشاركة وزيرة الإدارة والابتكار في البرازيل إيستر دوك ونائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات توماس لاماناوسكاس.
ويؤكد اليوم الأول من قمة بيلم أن الابتكار التكنولوجي أصبح المحرك الرئيسي للتكيف المناخي، وأن الشراكات بين الحكومات والقطاع الرقمي والبحث العلمي قادرة على بناء أنظمة تحمي وتربط وتمكّن الإنسان في مواجهة أزمة المناخ العالمية.