الثلاثاء 11 نوفمبر 2025

عرب وعالم

مديرة المنظمة الدولية للهجرة تحذر من كارثة وشيكة مع تزايد النزوح في شمال دارفور

  • 11-11-2025 | 13:19

آمي بوب

طباعة
  • دار الهلال

حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، من أن انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والعنف العرقي والجنسي في الفاشر، شمال دارفور، قد أدت إلى موجة نزوح عارمة وفاقمت الأزمة الإنسانية.

وقالت المديرة العامة بوب، في مستهل زيارة تستغرق خمسة أيام للبلاد التي مزقتها الحرب: "إن الأزمة في الفاشر هي النتيجة المباشرة لحصار دام قرابة ١٨ شهرًا، والذي حرم العائلات من الغذاء والماء والرعاية الطبية".

وأضافت: "فرقنا تستجيب، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين ، وبدون وصول آمن وتمويل عاجل، تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في الوقت الذي تكون فيه المجتمعات في أمسّ الحاجة إلى الدعم".

وخلال الأسبوعين الماضيين، أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح ما يقرب من 90 ألف شخص، مما أجبر العائلات على الفرار عبر طرق غير آمنة مع انعدام شبه تام للغذاء والماء والمساعدة الطبية. ولا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل المدينة، يعيشون في ظروف أشبه بالمجاعة مع انهيار المستشفيات والأسواق وشبكات المياه.

وينتشر العنف في مناطق أخرى من السودان أيضًا ، ففي الفترة ما بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر، فرّ ما يُقدر ب38,990 شخصًا من القتال في شمال كردفان. ويسافر الكثيرون لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام، وينامون في العراء دون مأوى، ويقضون أيامًا دون طعام في ظل خوف دائم من التعرض للهجوم .

وتتزايد التقارير عن مخاطر حماية مُقلقة، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والنهب والاعتداء الجسدي والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وتستقبل مدينة طويلة، التي كانت تؤوي قبل التصعيد أكثر من 650 ألف نازح داخلي، الآن عشرات السودانيين المصابين بجروح خطيرة من الفاشر.

وقالت المنظمة انه رغم تزايد الاحتياجات، أصبحت العمليات الإنسانية الآن على حافة الانهيار. فالمستودعات شبه فارغة، وتواجه قوافل المساعدات انعدامًا أمنيًا كبيرًا، ولا تزال القيود المفروضة على الوصول تحول دون إيصال المساعدات الكافية. وحثت المنظمة الدولية للهجرة بشكل عاجل على زيادة التمويل وتوفير وصول إنساني فوري ومستدام وآمن لتجنب كارثة أكبر .

على الرغم من صعوبة الوصول ومحدودية الإمدادات، تواصل المنظمة الدولية للهجرة تقديم المساعدات المنقذة للحياة كلما أمكن. وقد انطلقت قافلة من بورسودان في 20 أكتوبر في طريقها إلى طويلة محملة بالمأوى والمواد غير الغذائية لـ 7500 نازح، على أن تتولى لجنة الإغاثة الأفريقية ومنظمة إنقاذ الطفولة الدولية توزيعها. ومن خلال صندوق الاستجابة السريعة التابع لها، يُنفذ شركاء المنظمة المحليون مشاريع طوارئ توفر مستلزمات الإيواء، ومساعدات الحماية، والخدمات الصحية، وتُحسّن الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية لـ 60,000 شخص في شمال وجنوب دارفور، في محاولة لمنع تفشي أمراض مثل الكوليرا.

وحثت المنظمة الدولية للهجرة الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فورًا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على المساعدات بأمان.

وقالت المنظمة إن تنسيق الجهود الوطنية والدولية أمر بالغ الأهمية لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، واستعادة الكرامة، وحماية المدنيين العالقين في ظل الأزمة المتصاعدة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة