دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الدول الأعضاء لتقديم ترشيحاتها لدورة (2026/2027) من السجل الدولي لذاكرة العالم، والذي يستمر حتى 30 نوفمبر الجاري.
وأكدت "يونسكو" -في بيان اليوم /الثلاثاء/- أن السجل الدولي لذاكرة العالم يتيح فرصة فريدة لتسليط الضوء على التراث الوثائقي ذي الأهمية العالمية، والمساهمة في الجهود العالمية للحفظ والحوار وبناء السلام، حيث لا يقتصر إدراج التراث الوثائقي في السجل على تحقيق الاعتراف الدولي والظهور فحسب، بل يعزز أيضا الدعم للحفاظ عليه.
وأوضحت أن التراث الوثائقي في السجل الدولي لذاكرة العالم يعزز التفاهم والتعاون الدوليين من خلال تشجيع الترشيحات المشتركة، والترحيب بالمقترحات المتعلقة بالتاريخ المشترك والتراث الثقافي، وتوفير منصة للحوار العالمي، كما يلعب التراث الوثائقي المدرج في السجل الدولي لذاكرة العالم دورا محوريا في حالات النزاعات بين الدول أو الانقسامات، من خلال حفظ الروايات التاريخية للنزاعات وتوثيق الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، ليصبح هذا التراث رصيدا معرفيا قيما لتعزيز التفاهم والتعاون بين الدول، ما يبرز أهمية بناء السلام والمصالحة.
وأشارت اليونسكو إلى أنه من الأمثلة البارزة على الترشيحات السابقة، هو الترشيح المشترك من قبل اليابان وكوريا لوثائق (جوسون تونغ سينسا / تشوسن تسوشينشي)، التي توثق البعثات الدبلوماسية بين البلدين من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، والتي كانت تهدف إلى استعادة العلاقات الثنائية، ويضم هذا الترشيح مراسلات دبلوماسية وسجلات سفر وسجلات تبادل ثقافي، ويعد دليلا على أهمية البعثات في تعزيز المصالحة والتفاهم المتبادل، كما يوفر السجل الدولي لذاكرة العالم منصةً للدول الأعضاء للتفكير في مساراتها الفريدة نحو المصالحة من خلال التراث الوثائقي المشترك.
وتماشيا مع رسالة المنظمة في بناء السلام في عقول الرجال والنساء، يعزز البرنامج الحوار بين الثقافات ويشجع الدول الأعضاء على إبراز دور تراثها الوثائقي في سياق عالمي، لا سيما فيما يتعلق بالدروس المستفادة لبناء السلام والمصالحة، وبذلك تسهم الدول الأعضاء والمنظمة معا في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تعزيز المصالحة وبناء السلام.