تحل اليوم، 12 نوفمبر، ذكرى رحيل نجم الكوميديا الكبير يونس شلبي، أحد أبرز الوجوه التي صنعت البهجة في قلوب الجمهور المصري والعربي.
ورغم مرور 18 عامًا على رحيله، ما زالت حياته مليئة بالتفاصيل الإنسانية التي تكشف عن شخصية استثنائية، جمعت بين البساطة، والالتزام، والموهبة الفطرية التي جعلت الضحكة ترتسم على الوجوه دون تكلّف.
ولد يونس شلبي عام 1941 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وبدأ رحلته الفنية من المسرح، حيث قدم أول أدواره في مسرحية «القاهرة في ألف عام»، التي لفتت الأنظار إلى موهبته.
لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع مسرحية «مدرسة المشاغبين»، التي شكّلت نقطة تحول في مشواره، لتتبعها واحدة من أنجح المسرحيات في تاريخ الكوميديا المصرية، «العيال كبرت» عام 1979.
قدّم بعد ذلك عشرات الأعمال المسرحية الناجحة، منها: «آخر كلام»، «الدبابير»، «الصول والحرامي»، و«عيال بولا عبود».
أما في السينما، فترك بصمة لا تُنسى بأكثر من 70 فيلمًا، أبرزها: «العسكري شبراوي»، «ريا وسكينة»، «الشاويش حسن»، «مغاوري في الكلية»، و«عليش دخل الجيش».
كما شارك في عدد من المسلسلات الناجحة، من بينها «عيون» مع فؤاد المهندس، إلى جانب أكثر من 22 عملًا تلفزيونيًا آخر.
تزوج الفنان يونس شلبي في سن 45 عامًا من السيدة سيدة عبدالحميد، التي كانت في العشرين من عمرها، وكشفت في تصريحات سابقة أن سبب تأخر زواجه كان ارتباطه الشديد بوالدته وانشغاله بالفن.
ورغم بساطة حفل الزفاف، حضره عدد من نجوم الفن، بينهم سعيد صالح ورفاقه من مسرحية مدرسة المشاغبين، في مفاجأة أسعدته رغم أنه لم يستطع إعداد طعام كافٍ للجميع، فاستقبلهم بابتسامته المعهودة وروحه المرحة.
في حديث مؤثر، روت زوجته أنها حلمت قبل وفاته بـ25 يومًا بأنها تكتب نعيه في الجريدة، لتعود مسرعة من سيناء إلى القاهرة بعد أن شعرت أن شيئًا سيئًا سيحدث.
وبالفعل، عاد يونس شلبي مريضًا، ودخل في غيبوبة استمرت 17 يومًا حتى رحيله في 12 نوفمبر 2007، بعد معاناة مع أمراض في القلب والتنفس، وإجراء عدة عمليات جراحية.
اضطرت أسرته حينها إلى بيع بعض ممتلكاته لتغطية نفقات العلاج، ودُفن في مقابر العيسوي بالمنصورة.
ذكرت ابنته سارة يونس شلبي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «السفيرة عزيزة»، أن والدها كان مرحًا في حياته كما كان على الشاشة تمامًا، ووصيته الأخيرة لأبنائه كانت: «ركّزوا في دراستكم، وحقّقوا أهدافكم».
وهي الوصية التي لا تزال أسرته تعتبرها رسالة حب وحرص من أبٍ عاش للجمهور ولأسرته حتى آخر لحظة في عمره.