كثير من الأمهات يشعرن بالضغط خلال فترة المذاكرة، خاصة عندما تتحول الجلسات التعليمية بين الأم والطفل إلى معارك يومية مليئة بالتوتر والخلافات، على الرغم من أن المذاكرة ليست حربًا، بل هي رحلة ممتعة لاكتساب المعرفة وتنمية المهارات، ويمكن تحويلها إلى تجربة محفزة وآمنة للطفل إذا اعتمدت الأم أسلوبًا داعمًا ومرنًا، وفي السطور التالية نستعرض مع استشارية تربوية كيف تساهم تصرفاتك في زيادة توتر طفلك ؟ وأهم النصائح لدعمه وتعزيز ثقته بنفسه.
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة وسام منير، خبيرة الاستشارات النفسية والتربوية ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال،أن خلق بيئة آمنة ومحفزة للطفل أثناء المذاكرة، مع منحه مساحة للاختيار والمشاركة في تنظيم وقته وجدوله، يساهم في تقليل التوتر وتعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، كما أن المذاكرة يجب أن ينظر إليها على أنها رحلة حب ومعلومات ومهارات، وليس ساحة حرب بين الأم وابنها، وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:

- التحفيز المستمر وتوفير مساحة آمنة للطفل تساعده على التركيز والاستمتاع بما يتعلمه.
-الحفاظ على حرية الطفل في اختيار المواد، وتقسيم المهام.
-تحديد مكان المذاكرة، يمنحه شعورًا بالمسؤولية ويقلل أي صدام محتمل.
-من المهم أن تشارك الأم الطفل في جميع خطوات المذاكرة، سواء في تحديد وقت الدراسة، أو اختيار المواد، أو طريقة المذاكرة نفسها، لمنحه شعورًا بالمسؤولية وتحسن التوافق بينه وبين والدته، فضلا عن تعديل أي سلوك قد يؤثر على دراسته أو درجاته.
-على الأم عدم ربط المذاكرة بالغيرة أو المقارنة مع الآخرين، سواء أخوة الطفل أو أقرانه، لأن هذا يقتل الدافعية ويضعف الثقة بالنفس.
- التهديد المستمر بعبارات مثل "إذا لم تذاكر ستفشل" أو "إذا لم تجب درجات عالية سأحرمك من كل شيء تحبه"، يزيد من توتر الطفل ويؤثر سلبًا على العلاقة بين الأم والطفل.
وأضافت بعض النصائح لتسهيل المذاكرة وتحويلها لتجربة إيجابية:
-لا تربطي حبك للطفل أو تقديرك له بالدرجات أو مستوى الأداء، لأن حبك ودعمك يجب أن يكونا دائمًا مشروطين بالابن ذاته، وليس بما ينجزه.
-قدمي المساعدة دون السيطرة الكاملة، وساعدي الطفل في وضع جدول المهام أو حل الواجبات، لكن دعيه يشارك في اتخاذ القرارات.
-حفزي الطفل بطريقة إيجابية، استخدمي التشجيع والتحفيز بدل الصراخ أو العقاب، فهذه الطرق تعزز التركيز وتبني الثقة بالنفس.
-احرصي على الحوار المفتوح، استمعي للطفل، وفهم احتياجاته، وناقشيه بطريقة هادئة، فهذا يخلق بيئة داعمة تحفزه على التعلم.