يشهد حي الفسطاط تحولًا غير مسبوق مع انطلاق مشروع حديقة تلال الفسطاط، الذي يُعد أحد أضخم المشاريع السياحية والثقافية في مصر.
يمتد المشروع على مساحة نحو 500 فدان بين أهم معالم الحضارة المصرية العريقة، ويُنفذ بتكلفة تصل إلى 6 مليارات جنيه، ليعيد رسم ملامح القاهرة كمدينة تجمع بين عبق التاريخ وروعة التطور العمراني الحديث.
موقع فريد يجمع بين التاريخ والطبيعة
تتمتع الحديقة بموقع استراتيجي يجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة، إذ تقع بالقرب من المتحف القومي للحضارة المصرية وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان الذي يضم كنائس ومعابد أثرية، إلى جانب مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد في مصر وإفريقيا.
وخلال الساعات الماضية، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا من المهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، حول الترتيبات النهائية لانطلاق مهرجان الفسطاط الشتوي 2025، الذي تستضيفه حديقة تلال الفسطاط يوم الجمعة المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحضور الثقافي والسياحي لهذا الموقع المميز في قلب العاصمة.
مدبولي: المهرجان يرسخ أهداف المشروع الترويجية
أكد رئيس الوزراء أن إقامة مهرجان شتوي داخل الحديقة يتماشى مع أهداف المشروع، باعتباره خطوة مهمة للترويج لهذا الموقع كوجهة ترفيهية وسياحية متميزة في قلب القاهرة، ذات طبيعة خلابة تطل على مجموعة من أهم المقاصد الأثرية والتاريخية، مما يجعلها محطة أساسية لكل زائر أو سائح.
تلال الفسطاط.. وجه حضاري جديد للعاصمة
من جانبه، أوضح المهندس خالد صديق أن مشروع حديقة تلال الفسطاط يأتي ضمن رؤية شاملة لإعادة الوجه الحضاري للقاهرة، عبر إضافة مساحات خضراء ضخمة في منطقة مصر القديمة على مساحة تقارب 500 فدان.
وأشار إلى أن الحديقة تُعد من أكبر الحدائق في الشرق الأوسط، وتضم باقة متنوعة من الأنشطة التي تمزج بين التراث المصري والعصور المتعاقبة، إلى جانب مناطق ثقافية وترفيهية وتجارية، وخدمات فندقية ومسارح مكشوفة، فضلًا عن مناطق آثار وحفريات وحدائق تراثية.
مهرجان شتوي على غرار "العلمين الصيفي"
وأضاف صديق أن إقامة المهرجان تأتي امتدادًا لفكرة مهرجان العلمين الصيفي، لكن هذه المرة في قلب القاهرة، ليكون أول مهرجان شتوي من نوعه، يجذب جمهورًا متنوعًا من مختلف الأعمار والاهتمامات الثقافية.
«الفسطاط رجعت تاني».. شعار المهرجان
وأشار رئيس صندوق التنمية الحضرية إلى أن مهرجان الفسطاط الشتوي 2025 يُقام تحت شعار «الفسطاط رجعت تاني»، من مسرح الأرينا بحديقة تلال الفسطاط، في إطار جهود إحياء التراث المصري بهذا الموقع التاريخي المتميز، واستكمالًا لاحتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير.
وينطلق المهرجان من 14 نوفمبر الجاري حتى 5 ديسمبر المقبل، ويتضمن مجموعة من الحفلات الفنية الكبرى بمشاركة نخبة من نجوم الغناء المصري والعربي.
عمر خيرت يفتتح.. وكوكبة من النجوم
ويفتتح المهرجان بحفل موسيقي ضخم يحييه الموسيقار الكبير عمر خيرت يوم الجمعة 14 نوفمبر، في أمسية تليق بعراقة المكان وأهمية الحدث.
وتتواصل الفعاليات بعد ذلك بسلسلة من الحفلات التي يشارك فيها عدد من أبرز الفنانين، من بينهم آمال ماهر، وتامر عاشور، وأحمد سعد، ومروان موسى، إلى جانب مجموعة أخرى من النجوم، في تنوع فني يرضي جميع الأذواق والأجيال.
بهذا المهرجان، تعود تلال الفسطاط لتفتح نافذة جديدة على التاريخ، وتربط الماضي بالحاضر في مشهد يرسخ مكانة القاهرة كعاصمة لا تنضب من العطاء الثقافي والفني.
