كشفت وثائق حكومية روسية أن برنامج قاذفة الجيل التالي من طراز "باك دي إيه"، الذي يجري تطويره حاليا، يستخدم عددا كبيرا من المكونات المستمدة من برنامج المقاتلة الشبحية "سو-57".
وساقت مجلة "ميليتري ووتش"، المعنية بالشؤون العسكرية، أمثلة لتلك المكونات، من بينها المحركات الهيدروليكية للمقاتلة، والمفصلات ذات التروس التي تتحكم في حجرات الأسلحة الداخلية، ولفتت إلى أنه من المتوقع أن تُخزِّن القاذفة أسلحتها داخلياً للحفاظ على قدراتها على التخفي.
ويُعد استخدام تكنولوجيات المقاتلة "سو-57" لتعزيز برامج القاذفات أمرا غير مستحدث بالنسبة لروسيا، إذ تستخدم قاذفة "تي يو-22إم3إم" المتوسطة المدى حاليا نظاما للاتصالات يحاكي ظام المقاتلة الروسية الجديدة "سو-57"، فيما أشاد مسؤولون روس بـ"موثوقيتها العالية، وسرعة نقل البيانات، وخفة وزنها، وكفاءتها في استخدام الطاقة".
وتشير المجلة إلى أنه لايزال من غير المؤكد ما إذا كانت هناك تكنولوجيات أخرى في برنامج "سو-57" يمكن استخدامها وتأثيرها على تصميم القاذفة الاستراتيجية للجيل التالي "باك دي إيه"، رغم أن استخدام الألياف الزجاجية منخفضة الانعكاسية، كبديل أقل تكلفة بكثير من الطلاءات الشبحية، قد يُطبق على كلتا الطائرتين بأساليب متشابهة.
كان برنامج القاذفة الروسية "باك دي إيه" عانى تأخيرات جذرية، وهو ما عزته مصادر غربية إلى نقص آلات تصنيع معدات دقة التوجيه، الأمر الذي أدى إلى إبطاء مكونات الإنتاج. وترى المجلة أن تلك الادعاءات تبقى محل شكوك، في ضوء ما يقال عن قدرة قطاع الدفاع الروسي على الوصول إلى منتجات صناعة الأدوات الصينية، الرائدة عالمياً في ذلك المجال، ما عوض بشكل كبير اختفاء صناعة الأدوات الآلية السوفييتية في تسعينيات القرن الماضي.
وفي ديسمبر 2023، أكدت تقارير أن وزارة الدفاع الروسية حشدت الجهود لتكوين منشأة جديدة متقدمة لتطوير قاذفة الجيل التالي "باك دي إيه" واختبارها.
وكان تصميم الطائرة تم الانتهاء منه في 2019، حيث قيل إن محرك الجيل التالي المخصص لها، الذي أطلق عليه رمز كودي "إزديلي آر إف"، أُجريت عليه اختبارات معملية في عام 2022، ويتوقع ان يستخدم العديد من التكنولوجيات ذاتها المستخدمة في المحرك "إيه إل-51إف" المطور لاستخدامه في المقاتلة الشبحية "سو-57".