استعاد المخرج الكبير محمد عبد العزيز ذكرياته الطويلة والمميزة مع النجم عادل إمام، وذلك خلال ندوة تكريمه في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي أقيمت ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
وتحدث عبد العزيز عن بداية علاقته بالفنان الكبير، قائلاً:"علاقتي بعادل إمام بدأت منذ أن كنت مساعد مخرج، تحديدًا أثناء عملي في فيلم الليلة السعيدة بطولة فؤاد المهندس. كنت أعرف عادل من بعيد، ورشحته لأداء دور في الفيلم، وذهبت إلى حي العمرانية لمقابلته، وكان وقتها في بداياته الفنية."
وأضاف: "عادل وافق على الدور، وشارك في الفيلم الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان التلفزيون، ومن هنا بدأت صداقتنا الفنية والإنسانية التي استمرت لسنوات."
وأشار المخرج الكبير إلى أن أول تجاربه الإخراجية مع الزعيم كانت في فيلم جبس ناعم، الذي شاركت في بطولته ماجدة الصباحي وسمير غانم، وحقق نجاحًا كبيرًا، لتتوالى بعده الأعمال بينهما، حيث قدّما معًا 18 فيلمًا شكلت علامات في تاريخ السينما المصرية.
وقال عبد العزيز إن سر نجاح تلك الأعمال كان في التفاهم الكبير بينه وبين عادل إمام، موضحًا:"عادل كان قادمًا من المسرح ويحب أن يتحرك بحرية أمام الكاميرا ليصل للجمهور بإحساسه. كان هناك دائمًا اتفاق غير معلن بينه وبين الجمهور، وهذا ما جعله نجمًا استثنائيًا في الكوميديا."
وخلال الندوة، كشف عبد العزيز عن موقف طريف جمعه بعادل إمام أثناء التحضير لفيلم البعض يذهب للمأذون مرتين، قائلاً:"قدمت السيناريو لعادل لكنه رفضه رفضًا قاطعًا، وبعد فترة ذهبت إلى الإسكندرية حيث كان يقدم إحدى المسرحيات، وأقنعته بالمشاركة في الفيلم. وبعد العرض فوجئت باتصاله بي وهو في غاية السعادة، وقال لي: مش ده السيناريو اللي قريته!"
وأوضح المخرج الكبير أن الكوميديا بالنسبة له ليست مجرد وسيلة للضحك، بل فن يحمل رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة، مضيفًا أن ما يميّز عادل إمام هو قدرته على دمج الكوميديا بالدراما الإنسانية، وهو ما جعل أعمالهما معًا تحقق جماهيرية واسعة وتبقى خالدة في ذاكرة المشاهدين.
ويواصل محمد عبد العزيز حضوره في فعاليات المهرجان من خلال ماستر كلاس بعنوان "أسرار صناعة الكوميديا"، يديره الناقد أسامة عبد الفتاح، ويتناول خلاله رحلته الطويلة مع السينما الكوميدية، وأبرز أسرار صناعة الموقف الكوميدي الذكي والبسيط، وتطور الحس الكوميدي في السينما المصرية عبر الأجيال، إضافة إلى مناقشة الفروق بين الكوميديا الكلاسيكية والمعاصرة ودور المخرج في الحفاظ على جوهرها الإنساني والفني.
