الخميس 13 نوفمبر 2025

عرب وعالم

إيطاليا تحقق في "سفاري سراييفو" لتورط أجانب في قتل المدنيين خلال حصار البوسنة

  • 13-11-2025 | 21:53

إيطاليا

طباعة

فتحت السلطات الإيطالية تحقيقًا بشأن مزاعم تورط إيطاليين وأجانب آخرين في ما يُعرف بـ"سفاري سراييفو"، حيث دفع أثرياء أوروبيون مبالغ طائلة ليصبحوا قناصة خلال عطلات نهاية الأسبوع ويطلقون النار على مدنيين عزل من أجل المتعة خلال حصار مدينة سراييفو بين عامي 1992 و1996.

وبحسب التقارير، تسببت هذه "رحلات القنص" في مقتل 11,541 مدنيًا، بينهم 1,601 طفل. ويجري التحقيق في ميلانو لتحديد هوية المشاركين، بعد تقديم شكوى من الصحفي والكاتب الاستقصائي الإيطالي إنو جافيزيني، بمساعدة محاميين والقاضي السابق جيدو سالفيني، بتهم القتل العمد المشدد بدافع القسوة والدوافع الدنيئة.

وتشير الشهادات إلى أن "قناصة عطلة نهاية الأسبوع"، معظمهم من اليمين المتطرف، تجمعوا في ترييستي الإيطالية ثم نُقلوا إلى التلال المحيطة بسراييفو، حيث أطلقوا النار على سكان المدينة بعد دفع مبالغ مالية لميليشيات صرب البوسنة التابعة لرادوفان كارادجيتش.

وقد ورد في ملف القضية تقرير من رئيسة بلدية سراييفو السابقة بنجامينا كاريتش حول "الأجانب الأثرياء المنخرطين في أنشطة غير إنسانية".

ويكشف التحقيق، لأول مرة، عن "قائمة أسعار" للضحايا، حيث كانت تكلفة إطلاق النار على الأطفال أعلى، يليهم الرجال بالزي الرسمي، ثم النساء، بينما كان إطلاق النار على كبار السن "مجانيًا".

ويعتقد أن المتورطين لم يقتصروا على الإيطاليين فحسب، بل شمل الأمر مواطنين من دول غربية وأمريكا وكندا وروسيا. وقد أظهرت الوثائق والشهادات أن هؤلاء القناصة كانوا يعتبرون قتل المدنيين "رياضة ترفيهية"، وهو ما يضيف طبقة من الصدمة الإنسانية لقساوة الحرب.

ويأتي هذا التحقيق بعد عقود من الحصار الذي يُعد أطول حصار في التاريخ الأوروبي الحديث ومقدمة لمذبحة سريبرينيتسا، الإبادة الجماعية الوحيدة في أوروبا منذ الهولوكوست، ويهدف التحقيق إلى مساءلة المتورطين، ويحتمل أن يمتد إلى دول أوروبية أخرى للتحقق من المشاركين الأجانب.

الاكثر قراءة