أعلن مركز الشباب العربي عن إطلاق أعمال برنامج "القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث"، بمقر مؤسسة الإمارات بأبوظبي، بمشاركة 24 شابًا وشابة من 19 دولة عربية، تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مركز الشباب العربي.
ويهدف البرنامج، الذي يستمر حتى 28 نوفمبر الجاري، إلى تمكين الشباب العربي العاملين في المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والمشروعات الاجتماعية التي تُسهم في خدمة الصالح العام وتعزيز التماسك المجتمعي، بشراكة استراتيجية مع مؤسسة إرث زايد الإنساني، ومؤسسة عبدالله الغرير، وشراكة معرفية مع عدد من المؤسسات الرائدة في القطاع الثالث.
ويمثل البرنامج تجربة تدريبية متكاملة صُممت لبناء قيادات شابة قادرة على الفعل والتأثير في القطاع الثالث، حيث يشمل البرنامج تدريبًا نظريًا متقدمًا، يعقبه تطبيق عملي وورش عمل متخصصة، إلى جانب زيارات ميدانية لمؤسسات تعمل في المجالات التنموية والإنسانية.
وسيعمل المشاركون خلال فترة تدريبهم على تطوير مبادرات تعالج قضايا واقعية في مجتمعاتهم، ثم ينتقلون بعدها إلى مرحلة انتداب مهني لمدة شهرين لاختبار أفكارهم ضمن بيئة عمل حقيقية لاكتساب الخبرة المؤسسية اللازمة لتحويل المبادرات إلى مشروعات قابلة للتطبيق، وصولاً إلى المرحلة الختامية التي يعرض فيها المشاركون نتائج مشاريعهم أمام لجنة تقييم مختصة، ويتم اختيار ثلاث مبادرات تُمنح فرصة الدعم والتطوير لمواصلة تنفيذها وتحقيق أثرها على أرض الواقع.
وخلال كلمتها ضمن فعاليات انطلاق البرنامج، قالت فاطمة الحلّامي، المدير التنفيذي لمركز الشباب العربي: "القطاع الثالث هو الفضاء الذي تلتقي فيه الإرادة الإنسانية بروح الابتكار، وهو الامتداد الطبيعي لجهود الحكومات والقطاع الخاص في مواجهة تحديات التعليم والبيئة والفقر والوعي المجتمعي.
وأضافت: يأتي إطلاق البرنامج بالتزامن مع إعلان عام 2025 "عام المجتمع" في دولة الإمارات تحت شعار "يداً بيد"، تجسيداً لرؤية تسعى لبناء مجتمع متماسك ومزدهر، يعمل فيه الجميع "أفراداً ومؤسسات" من أجل النفع العام، وفي هذا الإطار، يترجم البرنامج هذه الرؤية بتمكين الشباب العربي ليكونوا قادةً في العمل الإنساني والتنموي، وشركاءً في مسارات التمكين المجتمعي، وحَمَلَة للأمل والابتكار في الوطن العربي.
من ناحيته، قال الدكتور حمد الدرمكي، مستشار في مؤسسة إرث زايد الإنساني: "الاهتمام بالقطاع الثالث هو امتداد لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) نحو ترسيخ قيم العطاء والمسؤولية من الإنسان تجاه أخيه الإنسان. ما نراه اليوم هو انتقال من مرحلة المبادرات الفردية إلى صناعة قادة قادرين على التخطيط والتأثير وبناء الشراكات، وهذا بحد ذاته يعتبر خطوة نوعية في تطوير القطاع الثالث عربياً، فنحن على ثقةٍ أن المشاركين سيخرجون من تجربة البرنامج بأدوات تمكنهم من تحويل قيمهم إلى حلول، وأفكارهم إلى مبادرات تنتفع بها مجتمعاتهم، ويمتد أثرها للأجيال القادمة".
بدورها، قالت سونيا بن جعفر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغرير: "لطالما كان الاستثمار في القدرات البشرية جزءاً جوهرياً في رؤية دولة الإمارات من أجل تحقيق التقدم المستدام. وفي مؤسسة عبد الله الغرير، نواصل هذا الالتزام، معتبرين الشباب بناة التنمية".
وأضافت: "عندما يتم تزويد الشباب بالغاية والمهارات والقناعة الراسخة بقدراتهم، فإنهم يرسّخون البنية التحتية لمجتمعات مرنة. وإنّ تعاوننا مع مركز الشباب العربي يعكس هذه الروح الوطنية ذاتها، وإيماننا المشترك بضرورة إعداد وتمكين قادة أكفاء يتمتّعون بالقيم، ويحوّلون الرؤية إلى واقع. فهذا البرنامج يتجاوز حدود التدريب التقليدي، إذ يهدف إلى تمكين الشباب العربي من قيادة تغيير هادف في جميع أنحاء المنطقة".
وقد تم تصميم برنامج "القيادات العربية الشابة في القطاع الثالث" لينسجم مع القيم والطموحات الوطنية الشاملة لدولة الإمارات، ومع ركائز مركز الشباب العربي الأربع: تأهيل الشباب واكتساب المهارات الوظيفية، وترسيخ المواطنة الإيجابية، وتعزيز الهوية العربية، وتطوير القطاع الشبابي.
ويُتوقّع أن يُسهم البرنامج في تنمية مهارات الشباب العربي في القيادة والعمل المجتمعي، وإطلاق مبادرات نوعية تخدم أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في القطاع الثالث، ودمج وجهة النظر الشبابية في المنظمات الإنسانية والتنموية، بما يعزز مكانة الشباب العربي كمحرك رئيسي للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
ويشهد البرنامج جدولاً مكثفاً من الجلسات النظرية التي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المرتبطة بالقطاع الثالث والعمل المجتمعي، تشمل أسس المجتمع المدني والأطر القانونية والتنظيمية، وإشراك أصحاب المصلحة وبناء الشراكات، والابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية، وإدارة المشروعات والتخطيط الاستراتيجي ونماذج الأعمال. كما تتناول الجلسات قضايا الحوكمة والقيادة وإدارة الأزمات، والشفافية والأخلاقيات، والإدارة المالية، والتقييم وقياس الأثر، وتصوّر البيانات والاتصال، إلى جانب استشراف الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية، والسياسات والمناصرة، والعمل في مناطق النزاع، وجمع التمويل والتبرعات، بما يمنح المشاركين معرفة شاملة بجميع أبعاد العمل المجتمعي المؤسسي.
ويشارك في تقديم الجلسات نخبة من القادة والخبراء الإقليميين والدوليين في مجالات التنمية والعمل الإنساني، من أبرزهم وزير مفوض، الدكتورة ندى العجيزي، مديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي – الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وعبدالله لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وسونيا بن جعفر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغرير، وسعادة محمد مبارك المزروعي، وكيل الوزارة المساعد لتنظيم القطاع الثالث (وزارة تمكين المجتمع)، وسالم علي الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع الحاضنة والعقود الاجتماعية (هيئة المساهمات المجتمعية "معاً")، وحنان أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وحامد الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، وبيرانجير بويل، المنسق المقيم لدى الأمم المتحدة بالإمارات، وعلياء المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وأحمد الهنداوي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية – منظمة إنقاذ الطفل.
كما تشارك العديد من المؤسسات خبراتها المعرفية مع المشاركين في إطار البرنامج، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (ESCWA)، ومجموعة البنك الدولي (World Bank Group)، ومؤسسة الفنار، وڤجن نست للاستشارات، ومركز القيادة الجماعية، ومجموعة (The Bridgespan Group)، ومنظمة الشفافية الدولية – لبنان، Sustainable Square، وشبكة العمل الخيري للمشروعات الآسيوية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر(ICRC)، ومنظمة (Ashoka)، وأفريلانثروبي (Afrilanthropy)، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.