شهدت العلاقات بين واشنطن وكراكاس تصاعدًا حادًا للتوتر، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن إطلاق عملية عسكرية تحت اسم "الرمح الجنوبي"، تستهدف الجماعات المرتبطة بالمخدرات والإرهاب في نصف الكرة الغربي، وفقًا لما صرحت به السلطات الأميركية، حيث يأتي ذلك استكمالًا لسلسلة الاعتداءات التي طالت السواحل الفنزويلية في الأسابيع الأخيرة.
الرمح الجنوبي
وأعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث عن إطلاق عملية عسكرية تحت اسم "الرمح الجنوبي"، تستهدف الجماعات والأفراد المرتبطين بالإرهاب وتجارة المخدرات في نصف الكرة الغربي.
وقال هيجسيث في منشور على منصة "إكس" إن العملية تهدف إلى "حماية الوطن الأميركي، وإزالة الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات، وتأمين البلاد من المخدرات التي تهدد حياة المواطنين".
وأوضح أن العملية تأتي بقيادة قوة المهام المشتركة "رمح الجنوب" والقيادة الجنوبية الأميركية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول المواقع المستهدفة أو جدول الأعمال الزمني للعملية.
إلا أن هذا الإعلان جاء في ظل توتر متصاعد بين واشنطن وكراكاس منذ سبتمبر الماضي، بعد أن شنّت الولايات المتحدة سلسلة غارات جوية استهدفت تجار مخدرات مشتبهًا بهم قبالة السواحل الفنزويلية، في أول استخدام مُعلَن للقوة الجوية الأميركية ضد شبكات تهريب المخدرات خارج مناطق النزاع التقليدية.
سيناريوهات التصعيد
كما أن الوزير هيجسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة ومسؤولين آخرين أطلعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الخيارات العسكرية المتاحة للأيام المقبلة في فنزويلا، وسط احتمالات شن عملية برية، حسب ما نقلته قناة "سي بي إس" عن مصادر مطلعة.
وفي المقابل، أكد مصدران أنه لم يُتخذ بعدُ قرار نهائي بشأن العمليات المحتملة في فنزويلا، وفقًا لذات المصدر.
وسبق ذلك حديث صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن أن الإدارة الأميركية تدرس خيارات ومخاطر عملية عسكرية محتملة ضد فنزويلا، بما قد يشمل استهداف الوحدات العسكرية الموالية للرئيس نيكولاس مادورو.
وحسب الصحيفة، فإن الخيارات تشمل شن هجمات على القوات الموالية لمادورو وعمليات ضد عصابات تهريب المخدرات، إضافة إلى السيطرة على حقول النفط الفنزويلية.
وكان ترامب قد قال الشهر الماضي إنه سيكون هناك "عمل على الأرض في فنزويلا قريبًا"، فضلًا عن تفويضه وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، في خطوة اعتبرتها كراكاس تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
استعدادات فنزويلا
وعلى الناحية الأخرى، قامت فنزويلا بنشر أسلحة تشمل عتادًا روسي الصنع، حيث إنها تخطط لعمليات مقاومة على غرار حرب العصابات في حال تعرضها لهجوم جوي أو بري أميركي، حسب وكالة "رويترز" للأنباء.
وستعتمد الحكومة الفنزويلية إستراتيجيتين محتملتين في حال تعرضها لهجوم أميركي، إحداهما: الدفاع بأسلوب حرب العصابات، أما الثانية فهي: "الفوضى"، وهو عبارة عن خلق حالة من الفوضى في شوارع العاصمة كراكاس وجعل فنزويلا غير قابلة للحكم من قبل القوات الأجنبية عبر استخدام أجهزة المخابرات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين.