الجمعة 14 نوفمبر 2025

تحقيقات

في غزة.. الشتاء يطرق الأبواب بالحزن لا بالفرح

  • 14-11-2025 | 16:06

الشتاء في غزة

طباعة
  • محمود غانم

لم تتوقف المعاناة في غزة رغم توقف الحرب، فالحرب التي لم تُبقِ حجرًا على حجر، وخلّفت دمارًا طال نحو 90% من البنية التحتية، عادت اليوم لتفرض وجهًا جديدًا من الألم مع حلول الشتاء.

في القطاع المحاصر، يعيش مئات الآلاف تحت خيام مهترئة لا تقي بردًا ولا تمنع مطرًا.

خيام كانت حلًّا مؤقتًا بعد أن سُوّيت منازلهم بالأرض، لكنها تحولت مع زخات المطر الأولى إلى عبء جديد يثقل كاهلهم.

هنا، يصبح الشتاء الذي ينتظره الناس عادة بفرح، كابوسًا يوميًا؛ ففرحته سُرقت تحت وطأة الأنقاض، وغابت دفء البيوت التي كانت تجمع العائلات.

مشاهد الغرق داخل المخيمات ليست جديدة؛ فقد تكررت طوال العامين الماضيين، ويبدو أنها ستتكرر هذا العام أيضًا.

بضعة قطرات من المطر تتحول سريعًا إلى سيول صغيرة، تتسرب إلى الخيام وتغمر الأغطية والملابس والطعام، بما يؤكد أن الحرب تكتفِ بتدمير البيوت، بل جعلت من أبسط تغيرات الطقس اختبارًا قاسيًا للنجاة.

ومع أول موجة أمطار، يتحول الغزيون إلى ما يشبه خلية نحل؛ رجال ونساء وأطفال يتوزعون بين نشل المياه من داخل الخيام، وتثبيت الحبال الممزقة، ونقل ما تيسر من أغراض شخصية إلى بقعة جافة لم تصلها المياه بعد.

وجوه شاحبة، ملابس مبتلة، وأيدٍ ترتجف من البرد، لكنها مع ذلك لا تتوقف عن العمل.

في غزة، الشتاء ليس فصلًا للدفء والطمأنينة، بل فصلٌ آخر من فصول المعاناة التي خلفتها الحرب، يضيف إلى الألم ألمًا، وإلى الفقد فقدًا.

وعن هذه المعاناة، أكد الدفاع المدني في غزة أن مئات الخيام تعرّضت للغرق، خصوصًا في مدينة غزة، في مشهد وصفه بأنه "كارثي".

وأوضح أن الطواقم الميدانية عثرت على خيام غمرتها مياه الأمطار بالكامل، بمن فيها ومن مقتنيات الأهالي التي كانوا قد استعادوها سابقًا من تحت ركام منازلهم المدمرة، قبل أن تبتلعها المياه من جديد.

وأشار إلى أن أمتعة النازحين القليلة ــ من ملابس وأغطية وأدوات بسيطة ــ تضررت بشكل كبير بعدما تسللت مياه الأمطار إلى داخل الخيام.

وفي ظل هذا الواقع القاسي، قال الدفاع المدني إن آلاف النازحين لا يعرفون أين يتجهون، في وقت تتضاءل فيه أماكن الإيواء وتزداد حدّتها مع الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على مدار عامين،

أخبار الساعة

الاكثر قراءة