أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، عن إطلاق المنصة الرقمية "تور فور كيور" للسياحة الصحية في مصر، والتي بدأت استقبال طلبات السائحين الراغبين في برامج السياحة العلاجية.
جاء ذلك خلال جلسة السياحة العلاجية التى عقدت اليوم فى إطار فاعليات اليوم الرابع والأخير من النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية الذى يعقد فى الفترة من ١٢ إلى ١٥ نوفمبر.
وقال الوزيران المنصة تتيح للمستخدمين تسجيل بياناتهم عبر بريدهم الإلكتروني، وإنشاء حساب يتضمّن الاسم ورقم الهاتف والإيميل، ثم اختيار الباقة العلاجية التي تناسبهم من بين الخدمات المتاحة، مع إمكانية مراجعة الباقات وتعديل الاختيارات.
وأشار عبد الغفار إلى أن حجم تجارة السياحة العلاجية عالميًا يصل إلى نحو 50 مليار دولار، مؤكدًا أن مصر تمتلك الإمكانيات لتأخذ نصيبًا مهمًا من هذا السوق الضخم، لا سيما بفضل ما توفره من جودة طبية وتكلفة تنافسية، موضحا أن المنصة تجسد تعاونًا بين 18 وزارة و11 جهة تحت مظلة رقمية موحّدة.
وأضاف أن السياحة العلاجية تشكّل ركيزة أساسية في التنمية، وأن استراتيجية الدولة تهدف إلى تقديم خدمات عالية الجودة لافتا إلى أن تغيرات سكانية مستقبلية، مثل الفجوات بين المواليد والوفيات، ستزيد من الطلب على الخدمات العلاجية خلال العقد المقبل. كما أشار إلى قوائم الانتظار الطويلة في بعض الدول مثل إنجلترا (حوالي 7 ملايين شخص يحتاجون لرعاية) كمحفّز لجذب المرضى إلى مصر.
وأوضح الوزير أن المنصة تعتمد على نظام ذكاء اصطناعي متقدّم لدعم الخدمة، وأن هناك تحويلًا استثماريًا كبيرًا في هذا القطاع من خلال حملات ترويجية عالمية لتعزيز مكانة مصر كوجهة للسياحة العلاجية.
من جهته، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، إنه تم تأسيس المجلس الوطني للسياحة الصحية بقرار مجلس الوزراء (رقم 1688 لسنة 2025)، لتنظيم القطاع وضمان جودة الخدمات. يتولى المجلس الإشراف على الاستراتيجية الوطنية للسياحة الصحية، وآليات توعية، وإحصائيات وطنية، وسياسات تسويقية موحدة، مع ضمان تكافؤ الفرص بين القطاعين الحكومي والخاص.
كما تم وضع معايير صارمة لاختيار مقدّمي الخدمات الذين ينضمون إلى المنصة، تشمل التراخيص القانونية، الهوية التجارية، الربط الإلكتروني مع المنصة، والالتزام بلوائح الجودة المعتمدة.
تسير منصة "تور فور كيور" في اتجاه يتواكب مع التطور العالمي للمنصات الرقمية الصحية، مستفيدة من الابتكارات مثل الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (AI). وفي هذا الإطار، قدّمت دراسة مصرية حديثة نموذجًا لنظام سجلات صحية إلكترونية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يساعد في إدارة بيانات المرضى ودعم التشخيص.
من الناحية الاقتصادية، أثبتت دراسات محلية أن السياحة العلاجية تسهم بشكل إيجابي في الناتج القومي، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطوير البنية التحتية الصحية. وقد وجدت ورقة بحثية أن هناك علاقة قوية بين تنمية السياحة العلاجية والنمو الاقتصادي في مصر.
وكذلك، أثبتت أبحاث في العمارة البيئية أهمية استثمار الموارد الطبيعية — مثل العيون الكبريتية والرمال العلاجية — في تحسين تجربة السياحة العلاجية. دراسة حديثة من منطقة حمام موسى بجنوب سيناء وجدت أن التصميم البيئي المستدام يمكن أن يعزز جاذبية مصر كوجهة علاجية.
من الناحية المؤسسية، تقرير من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء يعكس استراتيجيات مصر لتعزيز السياحة العلاجية ضمن خطط التنمية، ويكشف كيف يمكن للمنصة الرقمية الموحدة أن تدمج بين الرعاية الصحية والتجربة السياحية لجذب المرضى من الخارج.
يذكر أن مبادرة "تور فور كيور" تمثل خطوة استراتيجية ذكية من الدولة المصرية، تجمع بين البعد الصحي والاقتصادي، وتعكس وعيًا متقدمًا بأهمية السياحة العلاجية كصناعة مستدامة. بدعم الأبحاث المحلية والعالمية، فإن المنصة قد تؤدي إلى تحويل مصر إلى وجهة طبية منافسة على الساحة الدولية، خاصة إذا ما تم تعزيزها بحملات تسويقية ذكية وجودة عالية في الخدمة.