أكدت مجلة الإيكونوميست البريطانية، في تقرير بعنوان
"صدقني... أنا صحفي"- عن أن الـ 17 من الشهر الجاري سيكون موعد إعلان الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب عن أولى المؤسسات الفائزة بجائزة "الأخبار الملفقة"
والتي من المفترض أن تقدَّم للمنظمة الأكثر "تحيزا وفسادا" من بين منصات
الإعلام الرئيسية في أمريكا.
وأشارت الإيكونوميست إلى أهمية الثقة في الصحافة، محذرة من
أن تقويض الثقة في المؤسسات الإخبارية قد يضر بالثقة في الحكومات كذلك.
ونبهت الإيكونوميست إلى أنه ومنذ تولي ترامب منصبه في الرئاسة
قبل نحو عام، وهو يشنّ حربا كلامية شعواء على ما يراه تناولاً غير عادل من جانب كُبريات
المؤسسات الأخبارية، وعلى رأسها صحيفة الـنيويورك تايمز التي يلقبها بالـ"فاشلة"
وشبكة (سي إن إن) التي يلقبها بـ"صاحبة الأخبار الملفقة".
وبحسب المجلة، فإن استطلاعا للرأي أجراه مركز أبحاث
"بيو" أظهر مدى نجاح ترامب في تأليب أنصاره ضد الصحافة؛ وعلى مدى سنوات،
استطلع مركز "بيو" عينات من الأمريكيين عما إذا كان النقد الذي تقدمه المؤسسات
الإخبارية للقادة السياسيين يساعد في ضبط أدائهم، أم أنه على العكس من ذلك يعوقهم عن
أداء تلك الوظائف؟
وفي عام 2016، بحسب "بيو" ساد ما يشبه الاتفاق
بين الجمهوريين والديمقراطيين: حيث رأت نسبة 75% من الجانبين أن النقد الإخباري للساسة
هو نقد بنّاء ويصب في صالح حكومة صحيّة.. لكن خلال العام المنصرم، استطاع ترامب كسر
هذا الاتفاق: حيث باتت نسبة 90% من الديمقراطيين مقابل نسبة 42% من الجمهوريين ترى
أن النقد من جانب الصحفيين للقادة السياسيين هو نقد بنّاء ونافع.
وبحسب "بيو"، فإن الناخبين الجمهوريين باتوا أكثر
ميلا إلى عدم الاتفاق مع نظرائهم الديمقراطيين بشأن ما إذا كانت التقارير الإخبارية
متحيزة؛ إن تسعة من كل عشرة جمهوريين يعتقدون أن المؤسسات الإخبارية تُفضّل حزبا سياسيا
على الآخر، فيما يعتقد بذلك أكثر من نصف الديمقراطيين بقليل.
ورأت الإيكونومييست أن حملة ترامب على السُلطة الرابعة (الصحافة)
تمثل صعيدًا آخر يظهر فيه ترامب مختلفا بين رؤساء الدول؛ فعلى الرغم من أن كافة القادة
في الدول التي تنعم الصحافة فيها بالحرية لديهم تحفظات على التغطية الإعلامية لأداء
حكوماتهم، إلا أن الجماهير التي تؤيد الحزب الحاكم عادة ما تميل إلى اتخاذ نظرة إيجابية
إلى الصحفيين.
ونوهت المجلة عن دراسة جديدة أجراها مركز "بيو"
في 38 دولة، وكان سؤال الدراسة حول ما إذا كانت المؤسسات الإخبارية قد غطت أنشطة الأحزاب
السياسية المختلفة بشكل عادل؟ وفي كل تلك الدول باستثناء دولتين اثنتين إحداهما الولايات
المتحدة: عبّرت الجماهير المؤيدة للحكومة الراهنة عن نظرة إيجابية للصحافة، وليس هذا
غريبا في الدول الاستبدادية التي عادة ما ترغم قادتها المؤسسات الإخبارية على إنتاج
تغطية مؤيدة لها ومُرضية لأنصار تلك الأنظمة.
ولفتت المجلة إلى أنه في الدول التي شملتها دراسة مركز
"بيو"، كانت وجهات النظر الإيجابية للصحافة وللحكومة تمشي جنبا إلى جنب،
ففي الدول التي عبّرت فيها العينات المستجيبة للدراسة عن رضائها عن أداء المؤسسات الإعلامية
كان فيها القادة يحظون بثقة الجماهير، والعكس صحيح.
وعلقت الإيكونوميست قائلة إن هذه العلاقة لا تضمن بالضرورة
أن يؤدي تراجع الثقة في المؤسسات الإعلامية إلى تراجع مستقبلي في الثقة في الحكومة؛
لكن ذلك جدير بأن يثير قلق المستر ترامب من أن ثقة الشعب الأمريكي المتدنية في قائدهم
قد تجد مزيدا من الفرص للتراجع.