بخطى ثابتة، شق الطفل عبد الله، البالغ من العمر اثني عشر عامًا، طريقه في برنامج "دولة التلاوة"، المختص باكتشاف المواهب القرآنية، ليصل إلى المرحلة النهائية بعد منافسة قوية ضمت 14 ألف متسابق.
الوصول إلى هذه المرحلة بين هذا العدد الكبير من المشاركين، يعكس موهبة استثنائية وغرسًا قرآنيًا رفيعًا تلقاه الطفل منذ صغره.
بدأ عبد الله حفظ القرآن الكريم وهو في الرابعة من عمره، تحت إشراف والديه اللذين حرصا على غرس القيم القرآنية فيه منذ الصغر.
في ظهوره ببرنامج "دولة التلاوة"، تلا آيات من سورة طه بصوت صافٍ ومؤثر، أذهل لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء.
برغم صغر سنه وضعف جسده، إلا أن صوته القوي وأداؤه المتقن يعكسان موهبة فذة وتأثرًا بالمدرسة المصرية العريقة في التلاوة.
منذ أولى آياته من سورة طه حتى قوله تعالى: "أو أجد على النار هدى"، أثارت تلاوته إعجاب لجنة التحكيم، التي أعربت عن تقديرها الكبير له.
والد الطفل، الذي تابع الأداء من بين الجمهور في الاستوديو، لم يستطع كبح دموعه، دموع فرح وفخر بإنجاز ابنه الصغير.
ورغم تقدير اللجنة لعبد الله، فقد كانت المنافسة شديدة، خصوصًا مع متسابقين آخرين ممن يمتلكون خبرة وموهبة.
بعد تقييم الأداء، تم اختيار منافسه الذي حصل على نفس درجاته للتأهل إلى المرحلة التالية، ما دفع عبد الله ووالده إلى ذرف الدموع مرة أخرى، وسط مشهد مؤثر أمام الجمهور ولجنة التحكيم.
وفي الجولة النهائية، تلا عبد الله آيات من سورة الأحزاب، لكن غالبية لجنة التحكيم منحت الفوز لمنافسه، منهية بذلك مسيرة عبد الله في برنامج "دولة التلاوة".
ورغم انتهاء رحلته في البرنامج، تبقى موهبة عبد الله القرآنية نابضة بالحياة؛ فبقوة صوته وإصراره على التدريب المستمر، من المنتظر أن يواصل التألق في منافسات مستقبلية، حاملاً شغف القرآن في قلبه وعزيمته على نشر قيمه وإتقانه دائمًا.