دشن محافظ أسيوط الدكتور هشام أبوالنصر، اليوم الأحد، فعاليات أولى الدورات التدريبية للوعي الوطني وتنمية قدرات الشباب لمواجهة الأزمات، والتي تنظمها المحافظة بالشراكة مع المحكمة العربية للتحكيم،في انطلاقة تعد الأولى من نوعها داخل المحافظة.
وذكرت محافظة أسيوط أن ذلك الإجراء جاء وفق بروتوكول تعاون شامل يستهدف تمكين الكوادر الشابة ورفع مستويات المعرفة والتحليل لديهم، في خطوة تعكس توجهًا وطنيًا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ببناء الإنسان وتعزيز قدرات الشباب وبناء وعي عصري قادر على مواجهة التحديات وفقا لمستهدفات رؤية مصر 2030.
وشهدت الفعالية حضورًا رفيع المستوى من المحكمة العربية للتحكيم أبرزهم النائب أمين عام مجلس أمناء المحكمة العربية للتحكيم المهندس يسري فهمي المغازي، والأمين العام للمحكمة المستشار الدكتور السيد عبدالفتاح محمد.
وجذبت الدورة التي تعد الأكبر من نوعها في المحافظة أكثر من "ألف" شاب وفتاة، تم توزيعهم داخل ثلاث قاعات تدريبية تدار بالتزامن عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في نموذج تنظيمي يتيح وصول المحتوى لجميع المشاركين بالكفاءة ذاتها ويعكس توجه المحافظة نحو تبني أحدث أدوات التدريب الجماعي.
وأكد محافظ أسيوط أن هذا البرنامج يأتي ضمن رؤية الدولة المصرية التي تضع الاستثمار في الإنسان على رأس أولوياتها، مضيفا أن التعاون مع المحكمة العربية للتحكيم يعد تعاون استراتيجي يهدف إلى بناء الإنسان قبل أي شيء، موضحًا أن المحكمة التي أنشئت بقرار من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ومقرها القاهرة لا تقتصر أدوارها على فض المنازعات التجارية، بل تساهم أيضًا في إعداد وتأهيل المحكمين وبناء الكوادر المهنية في الوطن العربي.
وتابع نه تم اختيار عنوان الدورة بعناية فالوعي الوطني لم يعد مجرد شعور بالانتماء، بل منظومة من القيم والمعارف والمهارات التي تجعل شبابنا قادرًا على مواجهة الأزمات وحروب الجيل الرابع والخامس، لافتا إلى أن الوعي هو الدرع والسلاح، وهو حجر الأساس في بناء شخصية قوية وسوية تشارك في حفظ الأمن الاقتصادي والاجتماعي والصحي للوطن.
وأكد أن هذه الدورة تشكل بداية لسلسلة أوسع من برامج التدريب في مجالات القيادة والتحكيم والتنمية والوعي القومي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتعزيز الاستثمار في العنصر البشري باعتباره "الثروة الحقيقية للدولة".
من جانبه، أكد أمين عام مجلس أمناء المحكمة العربية للتحكيم المهندس يسري فهمي المغازي عن تقديره للمحافظ ، لافتا إلى أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا للتكامل بين الجهات المحلية والإقليمية في دعم برامج بناء الإنسان، مضيفًا أن تعزيز الوعي الوطني لدى الشباب أصبح ضرورة في ظل التحديات الإقليمية والعالمية المتسارعة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية.
وقال "وجودنا اليوم في أسيوط يعكس قيمة التعاون المشترك … فالمحكمة حريصة على إعداد جيل مدرك لواجباته تجاه وطنه، قادر على التعامل مع المواقف الاستثنائية والأزمات بروح المسؤولية والانتماء" موضحا أن الدورة تمتد لثلاثة أيام لضمان تقديم محتوى تدريبي متكامل يتيح النقاش المفتوح وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أن بناء الوعي ليس محاضرة واحدة، بل عملية تراكمية تحتاج إلى وقت ومساحة للحوار.
من جانبه، أكد الأمين العام للمحكمة المستشار الدكتور السيد عبدالفتاح محمد ، أن المحكمة تعمل في 22 دولة عربية وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الوعي القانوني والوطني والتصدي للكيانات الوهمية، مشددًا على أهمية الاستثمار في وعي الشباب باعتباره "خطوة جوهرية لبناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا".
وأضاف نشر الوعي الوطني لم يعد ترفًا بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على المشاركة الإيجابية في التنمية، وحماية الدولة من محاولات استغلال الجهل أو نشر الأفكار المتطرفة.
وخلال اليوم الأول، قدم المستشار الدكتور السيد عبدالفتاح محاضرة موسعة استعرض خلالها تطور المحكمة العربية للتحكيم ودورها في دعم بيئة الاستثمار وحل النزاعات، قبل الانتقال لشرح العلاقة بين الوعي الوطني والنمو الاقتصادي.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بتأكيد مشترك بين محافظة أسيوط والمحكمة العربية للتحكيم على استمرار التعاون وإطلاق برامج تدريبية متخصصة خلال الفترة المقبلة، بما يضمن تعظيم استفادة الشباب ودمجهم في مسارات التنمية ورؤية مصر 2030.