احتضن ديوان عام منطقة البحر الأحمر الأزهرية احتفالية مهيبة نظمها فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إحياء لمسيرة ثمانية عشر عاما من العطاء المتواصل الذي حمل رسالة الأزهر الشريف إلى جميع أنحاء العالم، وغرس قيم الاعتدال والعلم الراسخ في كل بيت ومدينة عبر خريجيه.
افتتحت فعاليات الحفل بتلاوة قرآنية عذبة أبدع فيها فضيلة الشيخ عصمت عبد الغفار، واعظ منطقة وعظ البحر الأحمر، فانسابت الآيات بروحانية ملأت القاعة وأطلقت شرارة الاحتفال في أجواء مفعمة بالخشوع والتقدير لمقام الأزهر العريق.
ثم القي فضيلة الشيخ سعد عبد الحميد خلف الله، مدير عام العلوم الشرعية والعربية، كلمة راقية أكد خلالها أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ليست مجرد كيان مؤسسي، بل هي جسر حضاري يربط الأزهر بالعالم، وينشر قيمه الفكرية والدعوية في شتى بقاع الأرض، مضيفًا أن كل طالب أزهري عائد إلى بلده يصبح سفيرًا للرسالة وللفكر الوسطي المعتدل.
وألقى فضيلة الشيخ محمد عبد الرحيم، مدير عام وعظ البحر الأحمر، كلمة أكدت على المكانة العلمية الهامة التي ينالها طالب الأزهر، موضحا أن التعليم في رحاب الأزهر لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يشكل الأجيال ليكونوا صُناعا للوعي والفكر السليم، حاملي لواء الاعتدال، ومناهضي التطرف والكراهية.
وتحول الحفل إلى مشهد من الجمال الروحي والفني حين قدم أشبال معهد بنين الغردقة وطالبات معهد فتيات الغردقة النموذجي فقرات إنشادية ووجدانية متكاملة، تنقلت بين الإنشاد الديني الأصيل، وإلقاء الكلمات المعبرة، وتقديم المدائح النبوية في حب المصطفى ﷺ، لتشكل لوحة من الإبداع والهوية الأزهرية التي أبهرت الحضور وأثرت النفوس.
ثم ألقى فضيلة الشيخ أحمد زرد، رئيس مجلس إدارة فرع المنظمة، كلمة أكد فيها أن المنظمة تمثل امتدادا حيا للرسالة الأزهرية، وأنها خلال ثمانية عشر عاما نجحت في توحيد خريجي الأزهر تحت راية واحدة، لتعكس حضور الأزهر في العالم وترسخ مكانته الفكرية والثقافية والدعوية.
واختتمت الفعالية بنفحات إيمانية عميقة قدمها فضيلة الشيخ عبد السلام السباعي امام مسجد بوزارة الاوقاف في وصلة من الابتهالات والمدائح النبوية، فغمرت القاعة أجواء خشوع وسكينة، ليسدل الستار على احتفال جسد مجد الأزهر، وأكد على أن رسالته ستظل نورا يهدي الأجيال ويضيء أفق البشرية.