نظمت مكتبة الطفل والشباب بسنورس التابعة لثقافة الفيوم فعالية ثقافية مميزة، حيث عُقدت محاضرة بعنوان “آلاف السنين… مصر مهد الحضارة” قدمتها حسناء ربيع، بحضور جمهور من رواد المكتبة والمهتمين بالمعرفة والتاريخ.
تحدثت المحاضِرة عن عظمة الحضارة المصرية القديمة التي لا يمكن تحديد عمر بدايتها بدقة، والتي تجاوزت ٧٠٠٠ عام من الإبداع والتقدم. وأوضحت أن بناء أي حضارة مزدهرة يتطلب مجموعة من المقومات، منها ما يرتبط بالموقع الجغرافي والطبيعة الفلكية والتضاريس والمناخ، ومنها ما يتعلق بقدرة الإنسان على الابتكار واستقرار نظام الحكم، وهو ما تميزت به مصر منذ فجر التاريخ.
وأكدت أن الاستقرار السياسي والاجتماعي كان أحد أقوى عوامل بناء الحضارة المصرية، مما مكّن المصريين القدماء من تشييد صروح ضخمة ما زالت تبهر العالم حتى اليوم، وعلى رأسها الأهرامات، تلك الأبنية المثلثة الهائلة التي بُنيت دون وجود معدات الرفع الحديثة. وأشارت إلى أنها كانت مقابر ملكية تُدفن فيها المومياوات الملكية مع كنوزهم وممتلكاتهم، إيمانًا منهم بوجود حياة أخرى بعد الموت.
وتطرقت المحاضِرة إلى ثراء مصر بالموارد الطبيعية، الأمر الذي ساعد على قيام دول قوية وبناء قصور وصروح عظيمة وجعلها مقصدًا للتجارة العالمية في العصور القديمة. فقد أصبحت مصر أيقونة للحضارة، ومركزًا للتبادل الثقافي والتجاري، وموطنًا لجيوش قوية وسكان كُثر، مما جعل السيطرة عليها أمرًا بالغ الصعوبة عبر التاريخ.
وفي ختام المحاضرة أكدت حسناء ربيع أن مصر، التي ارتكزت في حياتها على نهر النيل، ظلت عبر العصور دولة قوية حضاريًا واقتصاديًا وعسكريًا، ولا تزال تسير على خطى التقدم والازدهار حتى يومنا هذا، محافظـة على إرثها العظيم الذي أبهر العالم