تنطلق في القاهرة اليوم فعاليات النسخة الخامسة لأسبوع الاتحاد الأفريقي للتوعية بإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والذي يعقد خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2025، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي انطلاق الفعاليات.
أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات
ويعد أسبوع إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، هو النسخة الخامسة من الأسبوع، ويستمر في القاهرة خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2025 تحت عنوان "إعادة بناء الحياة بعد النزاع من خلال العدالة التعويضية".
أُطلق أسبوع التوعية بإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات عام 2021، وأصبح منصةً قاريةً للمناصرة لحشد الإرادة السياسية والشراكات والموارد للنهوض بتنفيذ سياسة الاتحاد الأفريقي المُنقّحة لإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع. ويؤكد هذا الأسبوع على الصلة بين السلام والأمن والحوكمة وحقوق الإنسان والتنمية، ويمثل نداءً حاشدًا للتضامن الأفريقي والشراكة الدولية في إعادة بناء المجتمعات الخارجة من الصراع.
وانطلقت فعاليات الأسبوع للمرة الأولى، خلال الفترة من 7 إلى 13 نوفمبر 2021، حيث أطلقته مفوضية الاتحاد الأفريقي، بهدف زيادة الوعي ومعالجة احتياجات التعافي وإعادة الإعمار، وتزامن الحدث حينها مع الذكرى الخامسة عشرة لاعتماد إطار سياسة إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراع من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في عام 2006، في بانجول، جامبيا.
يوفر أسبوع التوعية بإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراع إمكانية تقييم ومراجعة وإعادة توجيه وتعزيز العمل الجماعي بين الاتحاد الأفريقي والمعنيين الأفارقة في إعادة بناء وتنمية مجتمعات ما بعد الصراع بالتعاون مع المجتمع الدولي، كما يسهم في معالجة التحديات والتهديدات التي تواجهها عمليات إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد الصراعات، ولا سيما من خلال تحليل طور أدوار الجهات الحكومية وغير الحكومية الفاعلة في بناء السلام في أفريقيا.
وتشارك الدول الأعضاء والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية وكذلك البعثات الدائمة للاتحاد الأفريقي ومكاتب الاتصالات التابعة للاتحاد الأفريقي وأجهزة الاتحاد الأفريقي في هذه الأنشطة لزيادة الوعي في القارة الأفريقية بأكملها والمجتمع الدولي بشأن الأهداف الأساسية لأسبوع التوعية.
وعقدت النسخة الرابعة، العام الماضية تحت عنوان "استراتيجيات ومسارات التعاون المشترك من أجل التنفيذ الفعال لسياسة الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات"، حيث أعلن الرئيس السيسي عن إطلاق فعاليات النسخة الرابعة لأسبوع الاتحاد الإفريقي للتوعية بإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات خلال الفترة من 18 إلى 24 نوفمبر 2024.
أسبوع التوعية الخامس بإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع
يؤكد شعار أسبوع التوعية بإعادة الإعمار والتنمية بعد انتهاء الصراع لهذا العام، "إعادة بناء الحياة بعد انتهاء الصراع من خلال العدالة التعويضية"، التزام الاتحاد الأفريقي بتعزيز المبادرات الملموسة لتحسين حياة الأفارقة وسبل عيشهم، وتمكين مواطني القارة الصامدين من المساهمة بفعالية في إعادة بناء مجتمعاتهم.
يُشدد هذا الشعار على البعد الإنساني لبناء السلام، مُدركًا أن التعافي المستدام لا يمكن تحقيقه دون تحقيق العدالة والكرامة وجبر الضرر للمجتمعات المتضررة. ويُبرز التزام الاتحاد الأفريقي بتعزيز عمليات التعافي الشاملة، التي تُركز على الإنسان، والقائمة على العدالة، والتي تُعيد الثقة، وتُعالج إرث النزاع، وتُمهّد الطريق لسلام وتنمية دائمين.
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، الدول الأعضاء، والجماعات الاقتصادية الإقليمية، والنساء والشباب، وشركاء التنمية، والأوساط الأكاديمية، إلى تكثيف جهودهم المُشتركة لبناء مجتمعات مُتماسكة وسلمية. ويُشدد على أن العدالة التعويضية، من خلال رد الحقوق وإعادة التأهيل والمصالحة، ضرورية لتعافي المجتمعات، واستعادة سبل العيش، ومنع تكرار العنف، مع التركيز على الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي لضحايا العنف في القارة.
وأشار إلى الإنجازات الهامة المُحققة منذ اعتماد سياسة الاتحاد الأفريقي المُنقحة لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، والتي تُؤكد مجدداً على النهج الشامل للاتحاد الأفريقي للتعافي بعد النزاعات، مُسترشداً بمبادئ الملكية الوطنية، والمشاركة المحلية، والشمولية، والمساءلة.
ويُشيد باستمرار تفعيل مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات (مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات)، كمنصة بالغة الأهمية لتقديم الدعم الفني للدول الأعضاء التي تمر بمرحلة انتقالية.
وأعرب رئيس المفوضية عن تقديره العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ومناصر الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، على قيادته الثاقبة والتزامه الراسخ بالنهوض بأجندة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، مؤكدا أنه لا يزال دعم الرئيس السيسي يلعب دوراً محورياً في تعزيز النهج الأفريقية والمملوكة وطنياً لبناء السلام والتنمية.
كما أشاد الرئيس بمجلس السلم والأمن لمشاركته المتواصلة في قضايا إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، بما في ذلك دورة عام 2025 المخصصة لمراجعة تنفيذ سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، وتأثير أسبوع التوعية على مدى السنوات الخمس الماضية. وأكد أن الرؤى المستخلصة من هذه المراجعة ستُثري الجيل القادم من استراتيجيات بناء السلام في أفريقيا.
الرئيس السيسي يطلق أسبوع الاتحاد الأفريقي للتوعية بإعادة الإعمار والتنمية
وجاء في بيان الرئيس السيسي، بشأن إطلاق فعاليات النسخة الخامسة، إنه "يطيب لي بصفتي رائد الاتحاد الأفريقي لملف إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات أن أعلن عن إطلاق فعاليات النسخة الخامسة لأسبوع الاتحاد الأفريقي للتوعية بإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات؛ وذلك خلال الفترة من 17 إلى 23 نوفمبر 2025 تحت عنوان "إعادة بناء الحياة بعد النزاع من خلال العدالة التعويضية"، والذي تحتضن القاهرة فعالياته الرئيسية العام الجاري".
وتابع: "إن قارتنا الأفريقية تواجه العديد من التحديات الأمنية والتنموية المتشابكة، والتي تشمل النزاعات الداخلية، وانتشار الإرهاب، والجرائم العابرة للحدود، والأزمات الإنسانية، والفقر، وتراجع معدلات التعليم، بالتزامن مع تحديات أخرى بازغة كتغير المناخ واستخدامات التكنولوجيا المتطورة، كما تقف القارة في مقدمة المتأثرين من الظروف الدولية المحيطة بما تشهده من حالة استقطاب وتنافس تكرس الأوضاع الهشة والتحديات الأمنية والتنموية الماثلة في القارة، وتؤثر سلباً على الجهود الأفريقية المخلصة نحو تنفيذ استراتيجيات وسياسات الاتحاد الأفريقي الطموحة لتحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء لشعوبنا الأفريقية وفقًا لأجندة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣".
وتابع: "بالرغم مما تقدم، فإن قارتنا الأفريقية تزخر بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة، وقطعت أشواطاً مقدرة نحو إطلاق هذه المقومات لدعم السلم والأمن والتنمية في دولها، كما بات لزاماً تعزيز التضامن وتبني مقتربات شاملة تراعي الأسباب الجذرية للتحديات الماثلة في القارة، وفي القلب منها إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي المحدثة ذات الصلة في سياقات ما بعد النزاعات، وذلك بالعمل على تأهيل المؤسسات ودعم الملكية الوطنية للحلول، وبناء قدرات المواطنين والكوادر، والتوعية بمخاطر الصراعات، ودفع جهود التنمية الشاملة، وإشراك قطاعات المجتمع وعلى رأسهم الشباب والمرأة في كافة هذه الجهود، مع العمل على تحقيق العدالة لضحايا الصراعات، وقد جاء انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في شهر أكتوبر ٢٠٢٥ تجسيداً للرؤية المصرية الهادفة لتعزيز الرابط بين السلم والأمن والتنمية بما فيها جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات".
وأضاف: "وأود في هذا السياق أن أشيد بجهود مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات في القاهرة بالبرامج والأنشطة التي قام بها على مدار الأعوام الماضية في عدد من الدول الأفريقية بهدف دعم جهودها نحو الاستقرار والتعافي من آثار الصراعات، وبناء قدراتها الوطنية، ورفع الوعي بين مواطنيها، وأتطلع إلى استمرار هذا الجهد والبناء عليه تحقيقاً لتطلعات شعوب قارتنا الغالية في السلم والأمن المستدامين".
واختتم: "ولا يفوتني في النهاية أن أشيد بجهود مفوضية الاتحاد الأفريقي في دعم تنفيذ أنشطة إعادة الإعمار وبناء السلام في القارة، وأؤكد من منطلق ريادتي للملف على التزامي الشخصي بالاستمرار في بذل قصارى جهدي بالتنسيق مع أشقائي القادة الأفارقة، ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وأصحاب المصلحة الإقليميين والشركاء الدوليين للاستجابة للتطلعات المشروعة لأبناء القارة، وتحقيق أهداف أجندة أفريقيا ٢٠٦٣".