79 عاما مرت على ميلاد الفتى الأسمر أحمد زكي، وما زالت سيرته تتجدّد كل عام، كأن حضوره لم يعش فقط على الشاشة، بل ظل نابضًا في الذاكرة. فمنذ ظهوره الأول في مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وحتى تحوله إلى واحد من أهم وجوه السينما العربية، بقي أحمد زكي حالة فنية استثنائية يصعب تكرارها، وموهبة صنعت أسطورتها بالعرق والدم والدموع،ومع ذكرى ميلاده، تستعرض أبرز الكتب التي اقتربت من عالمه الإنساني والإبداعي، وكشفت تفاصيل مخفية عن رحلته الشاقة في المسرح والسينما.
رغم بدايته البسيطة في مدينة الزقازيق، ولد أحمد زكي عام 1946 ليصبح لاحقًا واحدًا من أهم ممثلي جيله. درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرّج عام 1973 بتقدير امتياز، قبل أن يشق طريقه نحو السينما عبر فيلم "ولدي" عام 1972، ثم يتربع على عرش الأداء التمثيلي بأعمال خالدة مثل "البريء" و"زوجة رجل مهم".
ورغم ظهوره الأول في دور كوميدي بسيط، فإن حضوره على الشاشة لاحقًا جعل منه أيقونة الدراما المصرية وصاحب الأداء الأكثر قدرة على التقمص والتجسيد.
وبمناسبة ذكرى ميلاده، نسلّط الضوء على مجموعة من الكتب التي وثّقت حياة أحمد زكي وفتحت نوافذ جديدة على عالمه.
1. "أحمد زكي.. حكاية رجل مهم" – أسامة عبد الفتاح
يتجاوز هذا الكتاب الألقاب الرائجة مثل "الإمبراطور" ليقدّم قراءة موضوعية لصعود أحمد زكي، كاشفًا حجم التحديات التي واجهها للوصول إلى القمة. يحلل الكاتب أسلوبه في التمثيل، وكيف توازن موهبته بين الجنون الفني والرغبة الدائمة في الكمال، كما يلقي الضوء على علاقته الخاصة مع سعاد حسني وطبيعة عمله داخل مواقع التصوير.
2. "أوراق أحمد زكي.. خطابات الغرفة 2229" – هانم الشربيني
رحلة حميمة في حياة الفنان، تستعرض محطاته الفنية والإنسانية وعلاقته بأسماء مؤثرة مثل جلال الشرقاوي وصلاح جاهين. يكشف الكتاب رسائل كتبها أحمد زكي بخط يده، منها ردوده على انتقادات لفيلم "أيام السادات" وخطابات متبادلة حول فيلم "ناصر 56"، إضافة إلى وثائق نادرة من شخصيات عاصرت عهد عبد الناصر.
3. "أحمد زكي: قراءة في إبداعاته السينمائية" – د. وليد سيف
يقف الناقد وليد سيف أمام مسيرة أحمد زكي ليقدّم قراءة تحليلية لأدواره الأكثر تأثيرًا، جامعة بين سيرة الفنان والإنسان. يرصد علاقته بالمخرجين وطبيعة تلقائيته الاستثنائية التي صنعت خصوصية أدائه، مؤكداً أنه لم يكن فنانًا عادياً بل حالة فنية فريدة يشهد لها كل من عمل معه.
. "أحمد زكي 86" – محمد توفيق
ينفرد هذا الكتاب برصد سنة واحدة من حياة أحمد زكي: عام 1986، الذي يعتبره كثيرون أكثر أعوامه ازدحامًا. في هذا العام وحده عُرض له ستة أفلام، وبدأ تصوير ثلاثة أخرى، وقرأ أكثر من 50 سيناريو. يروي الكتاب كواليس فيلم "البريء" ويربطه بأحداث الأمن المركزي، ليكشف عامًا مفصليًا في حياة الفنان وفي تاريخ السينما المصرية.
5. "في صحة أحمد زكي: مشواري معه من أول لقطة إلى آخر لحظة" – عادل حمودة
كتاب شديد الإنسانية، يروي فيه عادل حمودة ذكرياته مع أحمد زكي على مدى أربعة عقود. يفتح لنا أبواب الغرف المغلقة في المستشفى، ويسجل لحظات الضعف والقوة، ويعرض شهادات من دعموا الفنان أو خذلوه. بأسلوب صادق وعفوي، يقدم حمودة صورة قريبة من الفنان الإنسان، البسيط والعميق، الذي عاش حياته تحت وهج الضوء وظلّ وفيًا لفنه حتى آخر نفس.