سجلت عملة البيتكوين، اليوم الثلاثاء، أول هبوط لها دون مستوى 90 ألف دولار منذ سبعة أشهر، متأثرة بتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، إذ فقدت حوالي 30% من مكاسبها المسجلة هذا العام بعد أن بلغت ذروتها فوق 126 ألف دولار في أكتوبر.
وفي السياق، أكد الدكتور سمير رؤوف، الباحث الاقتصادي وخبير أسواق المال، أن الانخفاض الأخير في سعر البيتكوين يعود بالأساس إلى عمليات مضاربة واسعة، موضحًا أن العملة أصبحت اليوم ضمن أكبر سبعة أصول عالميًا من حيث القيمة السوقية، وهو ما يجعلها أكثر عرضة لحركات بيع وشراء سريعة بهدف تحقيق مكاسب قصيرة المدى.
وأوضح رؤوف، في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن حالة الهدوء النسبي التي بدأت تُخيّم على المشهدين السياسي والاقتصادي عالميًا خلال الأسابيع الأخيرة كان لها تأثير مباشر على أسعار البيتكوين.
صعود مرتقب
وتوقّع الباحث الاقتصادي ألّا يستمر انخفاض سعر البيتكوين طويلًا، مرجّحًا أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعًا جديدًا قد يتجاوز حاجز 90 ألف دولار، لكن بوتيرة أقل مقارنة بالارتفاعات الحادة التي شهدتها الفترات السابقة.
وفي المقابل، شدّد رؤوف على صعوبة تحديد المدة التي قد تستمر خلالها موجة الانخفاض الحالية، قائلًا إن "هناك عمليات تفجير مراكز مالية كبرى تحدث داخل الأسواق العالمية، وهو ما ينعكس على تحركات العملات الرقمية".
وردّ الخبير الاقتصادي على النغمة التي تتردد دائمًا مع كل انخفاض في قيمة العملات الرقمية، سواء البيتكوين أو غيرها حول انتهاء عصرها، مؤكدًا أن "عصر العملات الرقمية لم يبدأ بعد"، مستدلًا على ذلك بدخول البنوك المركزية حول العالم في العمل على ما يُعرف بـ"العملات الرقمية للبنوك المركزية".
واختتم رؤوف تصريحه قائلًا: "هذا يعني أنه حتى إذا فكرت في الابتعاد عن البيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية، ستجد نفسك في مواجهة نسخ بديلة تطلقها البنوك المركزية نفسها".
وبحسب بيانات "كوين باس"، انخفضت البيتكوين، صباح اليوم، بنسبة 2.12% إلى 89.873 ألف دولار، وبهذا تفقد العملة المشفرة الكبرى في العالم المكاسب التي حققتها هذا العام، إذ تعد منخفضة بحوالي 30% عن ذروتها التي تجاوزت 126 ألف دولار المسجلة في أكتوبر.