تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الراحلة خيرية أحمد، إحدى أيقونات الكوميديا المصرية، وصاحبة البصمة الهادئة التي بقيت في ذاكرة الدراما رغم ابتعادها عن نجومية البطولات. تركت خيرية، التي أحبها الجمهور بلقب "خوخة"، إرثًا فنيًا متنوعًا، جمع بين الرقة وخفة الدم والقدرة على انتزاع الضحكة من قلب المشهد دون مبالغة أو افتعال.
البدايات.. من القاهرة إلى خشبة المسرح الحر
اسمها الحقيقي سمية أحمد إبراهيم، وُلدت في 15 أبريل 1937 بالقاهرة، وهي شقيقة الفنانة سميرة أحمد وزوجة المؤلف والممثل الراحل يوسف عوف، الذي شكل رحيله صدمة قوية لها أدت إلى ابتعادها عن الفن لفترة.
دخلت خيرية المجال الفني في خمسينيات القرن الماضي من بوابة "المسرح الحر"، واستطاعت سريعًا أن تُظهر موهبتها في الكوميديا رغم عدم حصولها على أدوار بطولية كبيرة، لكنها تركت بصمتها الخاصة بأسلوب خفيف وقريب من القلب.
إرث فني يمتد لخمسة عقود
على مدار أكثر من 51 عامًا، بين 1959 و2010، قدمت خيرية أحمد ما يقرب من 300 عمل فني تنوعت بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة.
كان آخر أعمالها مسلسل فرح العمدة، من أبرز محطاتها السينمائية شخصية “دوللي” في فيلم الأطلال مع فاتن حمامة وعماد حمدي، ثم مشاركتها المؤثرة في فيلم الفانوس السحري مع إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي عام 1959.
كما لمع اسمها في فيلم عريس مراتى، الذي قدمت فيه شخصية الزوجة الساذجة بشكل أصبح علامة مميزة لها، وتعلّق الجمهور بجملتها الشهيرة في العمل: "محمود يا حبيبي" التي صارت لاحقًا لازمة محببة في أعمالها مع فؤاد المهندس.
سيدة الأدوار الدافئة في الدراما التلفزيونية
قدمت خيرية أحمد مجموعة واسعة من الأعمال التلفزيونية التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الجمهور؛ من بينها: عابر سبيل، الهويس، ساكن قصادي، العائلة، عائلة مجنونة جدًا، صباح الخير يا جاري، عفاريت السيالة، حدائق الشيطان، سلطان الغرام، في إيد أمينة، ماما في القسم، سوق الخضار، العميل 1001، وغيرها.
وكان مسلسل الحقيقة والسراب مع فيفي عبدة أحد أبرز محطاتها التليفزيونية في سنواتها الأخيرة.
وظل الجمهور يتذكرها رغم الرحيل.. بخفة ظلها، ودفء حضورها، وبساطة أداء جعلتها واحدة من أكثر نجمات الكوميديا قربًا من القلب.