شخصيات صنعت التاريخ| صنع الله ابراهيم.. قلم يروي حكايات المجتمع

يُعد صنع الله إبراهيم واحدًا من أكثر الأصوات الأدبية جرأة وتأثيرًا في الرواية العربية الحديثة، كاتبًا تشكل وعيه بين السياسة والصحافة، وصاغ تجربته الإبداعية على خيط مشدود بين الواقع والتاريخ، منذ بداياته التي اتسمت بالتمرد والسعي لكشف طبقات المجتمع، صنع مسارًا أدبيًا فريدًا، يلتقي فيه الحس السياسي مع الخيال السردي، والوثيقة مع الحكاية، ليصنع عالمًا خاصًا رسّخه كأحد أبرز روائيي جيله وأكثرهم إثارة للنقاش.

وفي العام التالي انتقل إلى ألمانيا الشرقية للعمل في وكالة الأنباء الألمانية ببرلين، ثم سافر إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، وعمل لفترة في صناعة الأفلام قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1974 متفرغًا للكتابة.

ألّف صنع الله إبراهيم عددًا كبيرًا من الروايات والقصص القصيرة وأدب الأطفال، وتمثل روايته "اللجنة" الصادرة عام 1981 واحدة من أبرز أعماله، كما تناول في رواية "بيروت بيروت" الصادرة عام 1984 الحرب الأهلية اللبنانية. ووفقًا لاتحاد الكتاب العرب، جاءت روايته "شرف" في المرتبة الثالثة ضمن أفضل الروايات العربية.

ودون صنع الله مذكراته، فيما عرفه جمهور أوسع بعد تحويل روايته "ذات" (1992) إلى مسلسل تلفزيوني عُرض في رمضان 2013 بعنوان "بنت اسمها ذات".

وتُعد روايته "وردة" من العلامات الفارقة في مسيرته، إذ تناولت الثورات العربية الاشتراكية، وركّزت على تحولات الستينيات في سلطنة عُمان، ولاقت استحسانًا نقديًا في مصر ولبنان ومنطقة الخليج. ورغم شهرته ككاتب سياسي، خاض مجالات أخرى كالقصة القصيرة وأدب الطفل، مقدمًا أعمالًا ذات حس إنساني عميق، مثل "تلك الرائحة"، و"الثعبان"، و"أرسين لوبين"، و"أبيض وأزرق".

وفي أدب الطفل قدم مجموعة واسعة منها: "رحلة السندباد الثامنة"، "يوم عادت الملكية القديمة"، "عندما جلست العنكبوت تنتظر"، "الدلفين يأتي عند الغروب"، "اليرقات في دائرة مستمرة"، و"الحياة والموت في بحر ملون".

حاز صنع الله إبراهيم مجموعة من الجوائز تقديرًا لإبداعه، من بينها جائزة "غالب هلسا" من اتحاد الكتاب الأردنيين عام 1992، وجائزة أفضل رواية مصرية عام 1998 عن "شرف"، ثم جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب في 2017، التي تُمنح للأدباء الذين أسهموا في تعزيز التفاهم الثقافي بين مصر واليونان.