شهد المعهد العالي للنظم الإلكترونية بحي الكوثر بمحافظة سوهاج، لقاء تثقيفيا بعنوان "رسالة المتحف المصري الكبير من مصر إلى العالم"، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وفي إطار مبادرة "العمر لينا" التي أطلقتها وزارة الثقافة لنشر الوعي الأثري وتعزيز الهوية الوطنية بالمحافظات.
شارك في اللقاء كل من د. أحمد عبد الحكم، الأستاذ بقسم الجغرافيا جامعة سوهاج، د. صفاء محمد صديق مدرس بقسم التاريخ بكلية الآداب، د. عمرو صاحب الأمير إسماعيل، رئيس قسم التنسيق الثانوي بإدارة ساقلتة التعليمية، والقاص أحمد علي خضري، وشهد حضور سهام رشاد مدير قصر ثقافة الكوثر، د. رضا صالح عميد المعهد، وشربات الصوينع رئيس حي الكوثر، ولفيف من المثقفين وأعضاء هيئة التدريس.
واستهل اللقاء بكلمة لمدير قصر ثقافة الكوثر وجهت خلالها الشكر للحضور، مؤكدة أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثا تاريخيا يعيد للعالم رسالة مصر الحضارية، ويضع الشباب أمام مسئولية الوعي بتاريخهم الممتد عبر آلاف السنين.
وأشارت إلى أن مبادرة "العمر لينا" تعد نموذجا حيا لتجديد علاقة الأجيال الجديدة بإرثها الثقافي، مثمنة تعاون المعهد في دعم الأنشطة الهادفة لنشر الوعي الوطني والفكري.
واختتمت حديثها مؤكدة استمرار التعاون بين الجانبين في تقديم فعاليات تسهم في تعميق الهوية الوطنية، وتعزيز الجهود المبذولة للحفاظ على التراث المصري.
من ناحيته، رحب الدكتور رضا صالح بالحضور، معربا عن تقديره للتعاون مع هيئة قصور الثقافة، وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد صرح للعرض الأثري، بل يعد مؤسسة بحثية وتعليمية ستغير نظرة العالم للحضارة المصرية، وتدعم قوة مصر الناعمة في المجالات الثقافية والسياحية والدبلوماسية.
وفي كلمته، تحدث الدكتور عمرو صاحب الأمير إسماعيل عن أهمية المتحف في تقديم الحضارة المصرية بصورة تفاعلية معاصرة تناسب فكر الأجيال الجديدة، مؤكدا أنه سيسهم في ترسيخ قيم الانتماء لدى الطلاب عبر ربطهم بالموروث الثقافي بأساليب مبتكرة.
كما تناول الدكتور أحمد عبد الحكم الخدمات التي يقدمها المتحف الذي يعد مركزا عالميا للبحث والترميم وتوثيق الذاكرة الحضارية للإنسانية، موضحا أن آثار مصر ليست مجرد شواهد صامتة، بل سرديات حياة كاملة عن الإنسان المصري القديم وأسرار تقدمه عبر العصور.
بدورها، دعت د. صفاء محمد صديق الطلاب إلى الانخراط الجاد في دراسة التاريخ وعدم الاكتفاء بالمعلومات السطحية، مشيرة إلى أن الأمم التي تعي جذورها وتصون هويتها تكون الأقدر على صناعة مستقبلها بثبات ووعي.
وشهد اللقاء تفاعلا لافتا من الطلاب الذين طرحوا تساؤلات حول دور المتحف في حماية الآثار وآليات الترميم الحديثة، كما أعرب عدد منهم عن رغبتهم في تنظيم زيارات مدرسية وجامعية إلى المتحف المصري الكبير عقب افتتاحه الرسمي، مؤكدين أهمية ربط الدراسات الأكاديمية بالتراث الوطني.
عقد اللقاء بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي بإدارة جمال عبد الناصر، وفرع ثقافة سوهاج بإدارة أحمد فتحي، ونفذه قصر ثقافة الكوثر، واختتم بكلمة للكاتب أحمد علي خضر، دعا خلالها الطلاب إلى التمسك بالقراءة والمعرفة باعتبارهما الطريق إلى الوعي، قائلا: من يقرأ تاريخ مصر لا يهزم، فالحضارة تبدأ من كلمة، والفكرة هي أصل البناء الإنساني، واختتم حديثه بفقرة شعر وطني.