تحل اليوم الخميس، ذكرى ميلاد الفنانة برلنتي عبد الحميد، إحدى الوجوه البارزة في تاريخ السينما المصرية، والتي استطاعت بجمالها اللافت وجرأتها الفنية أن تحجز لنفسها مكانة ثابتة بين نجمات جيلها، مقدمة مشوارا متنوعا بين المسرح والسينما ترك بصمة لا تنسى.
ولدت برلنتي في حي السيدة زينب عام 1935، وحصلت على دبلوم التطريز قبل أن تتجه لشغفها الحقيقي،التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في قسم النقد، لكن القدر كان يُهيئ لها طريق آخر؛ إذ أقنعها زكي طليمات بترك النقد والالتحاق بقسم التمثيل، لتبدأ أولى خطواتها الجادة نحو الفن.
بدأت رحلتها المسرحية من خلال دورها في مسرحية «الصعلوك»، وهناك لفتت انتباه المخرج الإيطالي فرنيتشو، الذي قدّمها لأول مرة على الشاشة في فيلم «شم النسيم» عام 1952. كان ذلك العمل بداية سلسلة من المشاركات السينمائية والمسرحية، خصوصًا بعد انضمامها لفرقة المسرح المصري الحديث، حيث قدمت عروضًا بارزة منها: قصة مدينتين، النجيل، وأقوى من الزمن.
كشفت برلنتي في تصريحات صحفية سابقة،عن أن عشقها للتمثيل بدأ وهي في العاشرة، حين كانت تجمع صديقاتها في الشارع لإعادة تمثيل المشاهد التي يشاهدنها في السينما،ورغم أن تلك المحاولات كانت مجرد “لعب عيال” على حد وصفها، فإنها كانت أول نافذة تلامس من خلالها شغفها الحقيقي.
تزوجت برلنتي أولًا من المنتج محمود سمهان، الذي أحبها بشدة لكنه لم يحتمل ارتباطها بالفن وغيرته الدائمة، فانتهى الزواج سريعا.
أما زيجتها الثانية فكانت الأكثر جدلًا، حين ارتبطت بالمشير عبد الحكيم عامر عام 1960، وأنجبت منه ابنها الوحيد عمرو. وكانت هذه الزيجة نقطة تحول في مسيرتها، إذ ابتعدت بعدها تدريجيًا عن الأضواء.
في أواخر نوفمبر 2011، تدهورت حالة برلنتي الصحية ودخلت المستشفى، قبل أن يعلن الأطباء إصابتها بجلطة في المخ. وبعد أيام قليلة، رحلت في الأول من ديسمبر عن عمر ناهز 76 عاما، تاركة خلفها رحلة فنية وإنسانية غنية تستحق أن تروى.