أكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، أن العالم يمر بلحظة فارقة تتطلب تضامنًا دوليًا حقيقيًا ووضع احتياجات الشعوب في صميم القرارات العالمية، داعيا الى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، وتوفير حلول عادلة لأزمتي الديون وتغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الأطفال والشباب وضمان وصولهم إلى الفرص.
وفي كلمة أمام قمة مجموعة العشرين الاجتماعية المنعقدة فى جوهانسبرج التى تختتم أعمالها فى وقت لاحق اليوم، افتتح رامافوزا كلمته بتحية الحضور بعدة لغات محلية تعبيرًا عن روح التنوع والوحدة، مشددًا على قيمة “الأوبونتو” الإفريقية التي تعني: “أنا لأننا نحن”، وهي الروح التي قال إنها تحكم هذه القمة الدولية المهمة.
وأشار إلى أن التاريخ يشهد هذا العام حدثًا بالغ الأهمية، وهو أول قمة لقادة مجموعة العشرين تعقد على أرض أفريقية، إلى جانب القمة الاجتماعية التي تجمع ممثلي المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.
وقال رامافوزا إن العالم اليوم يواجه تحديات متشابكة تشمل الاستقطاب السياسي، والفقر العالمي، والحروب، وتأثيرات تغير المناخ، إضافة إلى اختلالات النظام المالي الدولي التي تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وأوضح أن رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين هذا العام ركزت على الدفاع عن مصالح الدول النامية، وتعزيز إصلاحات النظام المالي الدولي، والدفع نحو تحقيق المساواة والتنمية لجميع الدول دون استثناء، مشيرا إلى أن قرارات القمة المقبلة لن تكون ذات مصداقية إلا إذا استندت إلى جذور صلبة تتمثل في المجتمع المدني العالمي.
وأكد أهمية مشاركة مجموعات “20” المختلفة مثل"نساء العشرين" و"شباب العشرين" و "أعمال العشرين" وغيرها، في صياغة توصيات شاملة تعكس أصوات الشعوب واحتياجاتها الحقيقية، مشيرًا إلى أن المشاورات الواسعة خلال العام تناولت قضايا مثل التحول العادل، والعدالة المناخية، والتمويل المستدام، والديمقراطية، والحرية الإعلامية، وأولويات حماية الفئات الأكثر ضعفًا.
وبمناسبة الاحتفال بـ اليوم العالمي للطفل، دعا رامافوزا الدول إلى تخصيص مزيد من الموارد للقضاء على فقر الأطفال وحمايتهم من الجوع والعنف، مؤكدًا ضرورة تعزيز الاستثمار في صحة ورفاه النساء والأطفال.
وشدد على أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يمثل أزمة وطنية ودولية تجب مواجهتها بإجراءات حاسمة ومشاركة الرجال والشباب في تغيير الممارسات الاجتماعية الضارة.
وفي ما يتعلق بالنساء، استشهد الرئيس بكلمات المناضل الأفريقي توماس سانكارا بأنه “لا ثورة اجتماعية حقيقية من دون تحرير النساء”، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ما لم يضمن حقوق النساء والفتيات ويحارب كل أشكال التمييز والعنف.
وأشار إلى أن قمة العشرين الاجتماعية الحالية يجب أن تسجل في التاريخ باعتبارها لحظة تجسد التضامن العالمي الحقيقي، تمامًا كما فعل مؤتمر باندونج عام 1955 ومؤتمر الشعب الذي أرسى ميثاق الحرية في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري.
وقال رامافوزا:“إننا نعول على هذه القمة لتكون البوصلة التي تقود مجموعة العشرين نحو مسار جديد قوامه التضامن والمساواة والاستدامة ورغم التحديات والتحولات الجيوسياسية، سنظل نركز على أفق التقدم والرخاء المشترك، ونرسم معًا مستقبلًا أفضل لشعوب العالم كافة.”
يُشار إلى أن أعمال قمة العشرين الاجتماعية انطلقت يوم /الثلاثاء/في جوهانسبرج، حيث جاءت مداولاتها هذا العام في سياق مطالب متزايدة لإعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي، وتوفير حلول عادلة لأزمتي الديون وتغير المناخ، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الأطفال والشباب وضمان وصولهم إلى الفرص، بالاضافة الى إشراك المجتمع المدنى فى توفير توصيات وحلول تعمل على إدماج المزيد من الشباب ورواد الأعمال فى أفريقيا فى القضايا الحيوية العالمية وتحقيق الاستدامه فى مختلف المجالات فى أفريقيا.