الجمعة 21 نوفمبر 2025

سيدتي

في يومه العالمي.. ما دور «التلفزيون» في توعية الأسرة مع انتشار السوشيال ميديا؟ |خاص

  • 21-11-2025 | 11:29

اليوم العالمي للتلفزيون

طباعة
  • فاطمة الحسيني

نحتفل في 21 نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي للتلفزيون، تقديرًا لدور هذا الوسيط العريق في نقل المعرفة، وصناعة الوعي، وتوثيق أحداث شكلت تاريخ البشرية، ورغم مرور عقود على ظهوره، ما زال التلفزيون حاضرًا بقوة في حياة الأسر، حتى مع صعود منصات التواصل الاجتماعي، ميديا وسيطرتها على مساحة كبيرة من اهتمامات الناس، خاصة الشباب، ومع هذا التحول الكبير نحو المنصات الرقمية، نتساءل ما الدور الذي يمكن للتلفزيون أن يقدمه اليوم وسط هذا الزخم الإلكتروني؟ وكيف يمكن أن يظل أداة فعالة في توعية الأسرة، ودعم قيمها، وتقديم محتوى موثوق يساعدها على مواجهة التحديات المتزايدة؟

ومن جهتها قالت الدكتورة نجلاء محمد حسنين مدرس الإعلام بكلية البنات جامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أنه في زمنٍ أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي باختلافها وتنوعها؛ منصة مفتوحة للجميع، يتزايد الجدل حول قدرة التلفزيون على البقاء كوسيلة إعلامية مؤثرة وموثوقة، ولكن على الرغم من التحول الرقمي الهائل وتراجع أنماط المشاهدة التقليدية، لا يزال التلفزيون يحتفظ بمكانة خاصة في البيوت العربية؛ بفضل تميزه وتفرده على كافة الوسائل بعنصر الإبهار، على مستوى الصورة والحركة والألوان و غيرها من مزايا عديدة، بالإضافة إلى دوره العميق في نشر الوعي وتقديم محتوى متخصص يرقى لمستوى تطلعات الجمهور، كما يبدو أن العلاقة بين التلفزيون ومنصات التواصل ليست علاقة صراع كما يشاع، بل علاقة تكامل تسهم في تعزيز المشهد الإعلامي ككل.

وأضافت مدرس الإعلام، أن برامج "التوك شو"، على سبيل المثال في أغلب الوقت، تتناول القضايا والقصص المثارة في مواقع التواصل الاجتماعي على شاشات التلفزيون بالفهم والتحقيق  والتحليل العميق، وهو ما يعطي لتلك الموضوعات شفافية عالية في زمن الفوضى المعلوماتية، وذلك لأن المصداقية تعد واحدة من أهم عناصر قوة التلفزيون، خاصة القنوات الإخبارية والبرامج الوثائقية التي تعتمد على التحقق من المصادر، وتخضع لمعايير مهنية صارمة.

وأكملت أنه في مقابل الكم الهائل من المعلومات غير الموثوقة التي تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، يقدم التلفزيون محتوى مدققًا، محكومًا بالسياسات التحريرية، ويستند إلى فرق من الصحفيين والخبراء وفريق الإعداد، وهذا ما يجعل الجمهور يلجأ إليه في الأزمات والأحداث الكبرى بوصفه المرجع الأكثر أمانًا؛ حيث نجد في أي أزمة تلتف الأسرة حول شاشة التليفزيون تفهم وتتابع ما يحدث ؛ حيث تشاهد الأسر التفاصيل لحظة بلحظة على شاشات التلفزيون في البرامج والتغطيات الإخبارية واستضافة الخبراء والمحللين والمتخصصين .

وأشارت أن شاشات التلفزيون الوحيدة التي تجعلنا نرى، التفاف المشاهدين واهتمامهم بالكثير من الأعمال الدرامية سواء القديمة أو الجديدة، والتي تعطي إحساس للمتلقي أنه جزء من أحداث الدراما ويتفاعل معها، و أغلب تلك الأعمال الدرامية خاصة القديمة منها كانت تقدم محتوى هادف موجه ومتخصص لخدمة الأسرة و إسعادها، كما يتميز بقدرته على تقديم برامج موجهة ومتخصصة، سواء كانت ثقافية أو تربوية أو صحية، تراعي احتياجات الأسرة وتدعم بناء القيم، فبرامج الأطفال التعليمية، والبرامج الصحية التي يقدمها الخبراء، والمنوعات الثقافية، تعمل على رفع الوعي وتحقيق الفائدة من خلال محتوى مصمم بعناية، لا يعتمد على ما يسمى الان "الترند” لحصد المشاهدات، بل على رسالة واضحة وموضوعية.

ورأت أن مواقع التواصل الاجتماعي غالبًا ما تستخدم بشكل فردي وعزلة رقمية، بينما يتيح التلفزيون تجربة مشاهدة جماعية داخل الأسرة، تفتح الباب أمام النقاش حول القضايا المطروحة، وتخلق مساحة للتوجيه الأبوي وتبادل الآراء، مما يعزز الوعي الأسري ويقوي الروابط الاجتماعية، كما يمتاز بقدرته على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع دون الحاجة إلى إنترنت قوي أو أجهزة ذكية، ما يجعله وسيلة توعية جماهيرية لا يمكن الاستغناء عنها، فهو حاضر في المدن والقرى، وفي البيوت والمدارس، والمستشفيات، ويقدم محتوى مجانيا يسهل الوصول إليه، على عكس منصات التواصل التي تتطلب اتصالًا مستمرًا بالإنترنت وتكلفة إضافية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة