نحتفل في الفترة ما بين 18 إلى 24 نوفمبر، بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية، والذي يهدف إلى تذكير الأسر في كل مكان بخطورة إساءة استخدامها، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض مع استشارية مناعة وبكتريا، كيف نحمي أسرنا من أخطاء الاستخدام الشائع مع موسم البرد؟ حيث تلجأ كثير من الأمهات إلى إعطاء أطفالهن مضادات حيوية فور ظهور الأعراض.
ومن جهتها، قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية الحيوية، ورئيس قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المضادات الحيوية ليست علاجًا يستخدم عشوائيًا أو عند أول إشاعة لأعراض البرد، فهذه الأدوية مخصصة لعلاج العدوى البكتيرية فقط، ولا تفيد في حالات الفيروسات الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا، وهو ما يجعل استخدامها دون تشخيص دقيق خطأً شائعًا تتحمله صحة الأسرة في النهاية.

وأضافت استشارية المناعة، على ضرورة إجراء مزرعة قبل وصف أي مضاد حيوي، سواء كانت العدوى نزلة معوية، التهابًا في المسالك البولية، أو أي التهابات أخرى في الجسم، فالمزرعة هي التي تحدد نوع البكتيريا والمضاد المناسب لمواجهتها والجرعة الملائمة، مما يضمن علاجًا فعالًا وآمنًا بعيدًا عن التخمين أو التجربة.
وحذرت من أن تناول المضادات الحيوية دون داعٍ قد يؤدي إلى ظهور سلالات بكتيرية شديدة المقاومة، يصعب علاجها لاحقًا حتى بأقوى الأدوية،وقد يصل الأمر إلى عدم التئام الجروح البسيطة أو تطور التهابات خطيرة لا تستجيب للعلاج، وهو ما يهدد صحة الأطفال بشكل خاص بسبب ضعف مناعتهم مقارنة بالبالغين.
وقدمت بعض النصائح للتعامل الإيجابي مع المضادات الحيوية داخل الأسرة، ومنها ما يلي:
- لا تكرري وصفة سابقة، حيث أن استجابة الجسم تختلف، والبكتيريا قد تتغير.
-أكملوا الجرعة للنهاية، لأن إيقاف العلاج مبكرًا يساعد البكتيريا على تطوير مقاومة.
-لا تعطي طفلك مضادًا من وصفة تخص أحد أفراد الأسرة، لأن لكل شخص حالته ونوع العدوى المختلف، ولابد من عمل مزرعة.
-- تعزيز المناعة أهم من الإسراف في الأدوية، فالغذاء الصحي، النوم الجيد، وغسل اليدين يقللون العدوى الشتوية بنسبة كبيرة.