أكدت أستاذ الآثار الإسلامية بكلية السياحة جامعة الإسكندرية الدكتورة هبة سعد؛ أن المرأة ركيزة أساسية في صناعة الفنون الإسلامية وإحياء التراث الحضاري، ولها إسهامات تركت أثرًا خالدًا في العمارة والصناعات الفنية وملامح الإبداع الإسلامي.
وأكدت هبة سعد، خلال مشاركتها في ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية بمشاركه نخبه من كبار الباحثين والأكاديميين من مصر والعالم العربي بعنوان "المرأة في العلوم والفنون الإسلامية" أن الاحتفاء باليوم العالمي للفن الإسلامي يُعد مناسبة بالغة الأهمية لإعادة تأكيد الدور المحوري الذي لعبته المرأة عبر التاريخ، سواء في العالم بوجه عام، أو في منظومة الفنون الإسلامية بوجه خاص، مؤكدةً أن المرأة لم تكن مجرد راعية للفنون أو داعمة لها، بل كانت منتِجة ومبدعة وصاحبة بصمة ظاهرة في تشكيل التراث الفني الإسلامي بكل مدارسه واتجاهاته.
وأشادت بأهمية الندوة التي نظمتها المكتبة مشيرة إلى أن الحضارة الإسلامية تزخر بنماذج لنساء كان لهن تأثير كبير في صياغة الذائقة الجمالية وإنتاج أعمال رائدة لا تزال حاضرة في الذاكرة البصرية حتى اليوم.
وأوضحت أن تنظيم مكتبة الإسكندرية لهذه الندوة بالتزامن مع اليوم العالمي للفن الإسلامي، الذي أقرّته الأمم المتحدة في الثامن عشر من نوفمبر؛ يشكل رسالة ثقافية وحضارية تؤكد التزام مصر بدورها التاريخي في دعم الفنون الإسلامية ونشر الوعي بقيمتها.
وبيّنت أن مصر كانت وما تزال مركزًا محوريًا في هذا المجال، فهي منتِجة للفن الإسلامي وملتقى لتيارات الشرق والغرب التي تلتقي على أرضها قبل أن يعاد توزيعها في صياغات جديدة تثري المشهد الفني العالمي.
وأشارت الدكتورة هبة إلى أن الندوة ضمت نخبة واسعة من المتخصصين والباحثين، من مختلف الجامعات المصرية، إلى جانب مشاركات عربية فاعلة من الأردن والسعودية وتونس والجزائر، مما أسهم في تقديم رؤية بحثية شاملة تستعرض أحدث الاكتشافات، وتصحح العديد من المفاهيم الخاطئة التي التصقت بالفنون الإسلامية بفعل غياب التوثيق العلمي الدقيق خلال السنوات الماضية.
وأضافت أن الاحتفال بالفن الإسلامي مقترنا بدور المرأة يركز على إسهاماتها ويمثل ضرورة ثقافية لإعادة إنتاج وعي حضاري جديد يُنصف المرأة ويبرز دورها الحقيقي في بناء مسيرة الفن وإحياء التراث الإنساني.