أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الجمعة أن مكافحة التغير المناخي ليست ضد الوقود الأحفوري نفسه، بل ضد التلوث الناتج عنه.
وقالت فون دير لاين - في مؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين في جنوب إفريقيا - "لا نحارب الوقود الأحفوري، نحن نحارب الانبعاثات الناتجة عنه". وفق مجلة "بولتيكو" الأوروبية.
وجاءت هذه التصريحات في وقت كانت فيه الدول الأوروبية تستعد لتأكيد موقفها بشأن "خارطة طريق" للابتعاد عن الفحم والنفط والغاز في مفاوضات كوب 30 للمناخ، التي تُعقد في البرازيل.
وقد أثار ذلك مخاوف من أن يُضعف موقف الاتحاد الأوروبي، خصوصًا مع صياغة مسودة اتفاق لم تتضمن أي إشارة للاتفاقيات السابقة للابتعاد عن الوقود الأحفوري أو خارطة الطريق التي طالبت بها بعض الدول الأوروبية.
وقد انضم 14 عضوًا من دول الاتحاد الأوروبي إلى 22 دولة أخرى؛ معظمها معرض لتأثيرات التغير المناخي، مهددين بانهيار المفاوضات بسبب غياب الإشارة إلى الوقود الأحفوري في الاتفاق.
وصرّحوا - في رسالة إلى المنظمين البرازيليين - "لا يمكننا دعم نتيجة لا تشمل خارطة طريق للانتقال العادل والمنظم والمتكافئ بعيدًا عن الوقود الأحفوري".
وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لن يتراجع عن أهدافه المناخية القانونية، قائلة: "نحن على المسار الصحيح لتحقيق أهداف 2030، وعلينا أن نكون مرنين وقابلين للتكيف لأن هذه التحولات ضخمة ولم يسبق لأحد القيام بها من قبل".
من جانبه، قال كبير مسؤولي المناخ في الاتحاد الأوروبي ووبكه هوكسترا إن المشكلة الحقيقية هي الانبعاثات، مضيفًا: "كلما كان الوقود الأحفوري أكثر تلوثًا، زاد الضرر الذي يسببه"؛ وهو السبب الذي يدفع الاتحاد الأوروبي للمطالبة بجهود أكبر للحد من الانبعاثات في كوب 30.
ورأى وزير المناخ الدنماركي لارس آجارد أن التركيز على الانبعاثات بدلاً من مصادرها صعب الفهم، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي يجب أن يكون خفض الانبعاثات.
وعبّر نواب أوروبيون عن انتقادهم لتصريحات فون دير لاين، مؤكدين أن "الانبعاثات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالوقود الأحفوري، لذا على أوروبا دعم الدعوة للحد من استخدام هذه المصادر".
وأشاروا إلى أن التركيز على الانبعاثات وحدها قد يوحي بالاعتماد على تقنيات احتجاز الكربون، التي لم تتوفر بعد على نطاق واسع، وقالوا إن مثل هذا الاعتماد لا يمكن أن يكون الحل الشامل للتحديات المناخية.