السبت 22 نوفمبر 2025

عرب وعالم

البرازيل: مجتمعات السكان الأصليين تندد بالتلوث الناجم عن انشطة الشركات متعددة الجنسيات

  • 22-11-2025 | 14:09

البرازيل

طباعة
  • دار الهلال

على مقربة من بيليم التي استضافت مؤتمر الأطراف الثلاثين، تتصاعد شكاوى السكان المحليين في حوض باركارينا الصناعي، حيث يتهمون الشركات متعددة الجنسيات بتدمير بيئتهم وإفقار مواردهم الطبيعية.

وذكرت قناة "فرانس إنفو" أن السكان الأصليين يؤكدون أن المنطقة كانت في السابق غنية بالفاكهة والخضراوات وأشجار النخيل التي زرعها الأجداد، وأن السماء كانت تعج بالطيور النادرة، قبل وصول مصنع للألومنيوم ثم مصنع للكاولين، وهو الصخر المستخدم في إنتاج الورق والدهانات ومستحضرات التجميل والأدوية.

وأدانت كلارا أليبرت، مسؤولة المناصرة في منظمة CCFD–Terre Solidaire، ما وصفته بـ"التعدين الذي دمّر الأرض وسكانها"، مشيرة إلى أن دخول المجموعات الصناعية إلى هذه المنطقة الأمازونية يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، في إطار اتفاق دولي بين البرازيل واليابان ومشروع وطني لتعزيز التنمية الاقتصادية شمالي البلاد. وتم حينها إنشاء مركز صناعي مخصص للألومنيوم بالتعاون مع شركة التعدين البرازيلية فالي، قبل أن تستحوذ عليه المجموعة النرويجية هيدرو عام 2011. وفي التسعينيات انضمت شركة إيمريس الفرنسية للمشهد الصناعي، قبل أن تبيع عملياتها في يوليو 2024 لصندوق استثماري أطلق على الموقع اسم "أرتيمن".

ويقع منجما الكاولين في إيبيكسونا دو بارا، وتتصل بهما خطوط أنابيب بطول يقارب 200 كيلومتر وصولًا إلى باركارينا، حيث مصنع لمعالجة المواد الخام، وعشرة أحواض لمخلّفات التعدين، وميناء للتصدير. أما مجموعة هيدرو فتدير مصفاة ومصهرًا للألومنيوم، وتؤكد أن المرفقين يمثلان أهمية كبيرة للصناعة ولولاية بارا وللبرازيل؛ إذ تُعد المصفاة أحد أكبر منشآت الألومينا عالميًا خارج الصين، فيما يعد المصهر الأكبر في أمريكا الجنوبية. وتُخزَّن مخلفات البوكسيت في بركتين ضخمتين.

وقد تعرض أفراد من جماعة باركارينا في كوروبيري — وهم من السكان الأصليين والكويلومبولا — للتهجير بالفعل. وأشار مارسيل هازيو، أستاذ العلوم البيئية في الجامعة الفيدرالية في بارا، إلى حالات "طرد للأسر ومصادرة للأراضي" خلال الثمانينيات وحتى العقد الأول من الألفية، حيث غادرت 75 أسرة المنطقة. وفي كوروبيري لا يزال السكان يتحدثون بمرارة عن التجربة أو عن أقارب اضطروا إلى الرحيل.

وقال هازيو إن شركة إيمريس كانت وراء "تهجير قسري وغزو للأراضي ومصادرة من دون تعويض مناسب"، وهو ما أدى إلى تدهور ظروف المعيشة والصحة وولّد خوفًا وصدمات نفسية. ولم تقدم الشركة أي تفسير لهذه الاتهامات، فيما يطالب السكان باحترام الاتفاقية رقم 169 لمنظمة العمل الدولية التي تشترط الحصول على الموافقة الحرة والمستنيرة للسكان الأصليين قبل أي عملية نزوح أو إعادة توطين. وتؤكد هيدرو من جانبها أن السلطات البرازيلية بدأت عام 1977 عملية مصادرة قانونية للأراضي بهدف إنشاء المنطقة الصناعية.

ويشكو السكان أيضًا من تدهور جودة المجاري المائية بفعل الأنشطة الصناعية. وعلى الرغم من ذلك، تؤكد هيدرو أن عملياتها مرخصة وتخضع لرقابة السلطات، وأن "لا تصريف لأي مياه معالجة بشكل غير قانوني في البيئة"، وتضيف أنه "لا دليل على تدهور جودة المياه بسبب أنشطتها".

وفي المقابل، تشير دراسة مارسيل هازيو إلى أكثر من 12 حادث تلوث منذ عام 2003 مرتبط بأنشطة إيمريس، من بينها تسربات كبيرة لمواد من أحواض المخلفات أدت إلى تلوث الجداول. وتقول الشركة إنها تعاملت مع هذه الحوادث فورًا بالتنسيق مع السلطات، وقدّمت دعمًا للعائلات المتضررة عند الحاجة، وأعادت بناء المنشآت التي تأثرت. أما حادث انفجار عام 2021 في منشأة تخزين المواد الكيميائية، فقد تسبب في توجه العديد من السكان إلى المراكز الصحية بسبب أعراض تسمم، بينما أكدت الشركة أن الحريق تمت السيطرة عليه بسرعة ولم يسفر عن إصابات.

ويزداد انتقاد السكان لوعود إعادة تأهيل النهر وخطط الطوارئ في حال وقوع حادث، إذ أُنشئ "مسار إخلاء" بين المنازل وخزانات المخلفات، لكن الدراسة تشير إلى أن قاطني مجتمعي أكوي وكوروبيري—ومعظمهم من ذوي الدخل المحدود—يواجهون صعوبات كبيرة أبرزها نقص وسائل النقل.

وبين حرارة الطقس وتضاؤل الثقة، لم يعد سكان باركارينا يتوقعون الكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تستحوذ على أراضيهم وتحيط بهم بمنشآتها الضخمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة