انطلقت، اليوم السبت، أعمال قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها جنوب أفريقيا، وذلك للمرة الأولى على أراضي القارة السمراء، وسط تركيز على قضايا المناخ والديون، حيث اعتمد إعلان مشترك في هذا الإطار.
ويشارك في القمة، التي تُعد من أبرز الفعاليات السنوية العالمية، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في المقابل، تغيب الولايات المتحدة عن القمة هذا العام، في خطوة احتجاجية على ما تصفه بـ"القمع الممنهج" الذي تمارسه حكومة جنوب أفريقيا ضد المزارعين البيض، وهو ما تنفيه بريتوريا.
موضوع القمة
تتبنى رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين موضوعًا رئيسيًا يتمحور حول التضامن والمساواة والاستدامة، والذي يوجّه أولويات مجموعات العمل في مساري الشيربا والتمويل، ويشكّل إطارًا للنتائج الرفيعة المستوى لرئاسة جنوب أفريقيا للمجموعة، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة.
يشير مفهوم التضامن إلى توحيد الجهود والدعم المتبادل بين الدول الأعضاء، إدراكًا بأن التحديات التي تواجه دولة واحدة في عالم مترابط قد تترك آثارًا عالمية، ويؤكد هذا المبدأ أهمية التعاون والتعاطف والعمل الجماعي لضمان عدم تخلّف أي دولة عن الركب، خاصة في أوقات الأزمات.
أما المساواة فتعني توفير معاملة عادلة وفرص متكافئة للجميع، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو الجنس أو العرق أو الموقع الجغرافي أو أي خصائص أخرى، ويهدف هذا المبدأ إلى معالجة التفاوتات البنيوية وتعزيز العدالة الاجتماعية على نطاق عالمي.
أما الاستدامة فتتمحور حول تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، وتشمل دمج النمو الاقتصادي والشمول الاجتماعي وحماية البيئة، بما يضمن صحة واستقرار الجميع وكوكبنا على المدى الطويل.
إعلان مشترك
ويبدو أن جنوب أفريقيا نجحت في انتزاع إعلان مشترك من المشاركين في القمة رغم معارضة الولايات المتحدة لذلك.
وحذّرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جنوب أفريقيا من إصدار أي بيان جماعي خلال القمة، التي قاطعتها بالكامل، وفق ما أوردته وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقال المتحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا، إن إعلان الزعماء تم اعتمادُه بالإجماع من قبل الأعضاء الآخرين في مستهلّ المحادثات في جوهانسبرج، وأضاف: "عادة ما يتم اعتماد الإعلان في النهاية.. لكن هناك شعور بأنه يتعيّن علينا بالفعل التحرك لاعتماد إعلان القمة أولًا كأولوية قصوى".
وحسب ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء، فإن الإعلان يتضمن التأكيد على خطورة تغيّر المناخ والحاجة إلى التكيف معه بشكل أفضل، والإشادة بالأهداف الطموحة لتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، إضافة إلى الإشارة لمستويات خدمة الديون المرهقة التي تعاني منها البلدان الفقيرة.
مجموعة العشرين
تضم مجموعة العشرين (G20) تسعة عشر دولة، تشمل: الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، جمهورية كوريا، المكسيك، روسيا، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إضافةً إلى كيانين إقليميين هما: الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
تشمل مجموعة العشرين أكبر اقتصادات العالم، إذ تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة الدولية، وما يقرب من ثلثي سكان العالم.
ولا تمتلك مجموعة العشرين أمانة عامة أو جهازًا إداريًا دائمًا، بل تنتقل رئاسة المجموعة سنويًا بين الدول الأعضاء.
وتتولى الدولة التي تترأس المجموعة مسؤولية تنسيق جدول أعمالها، بالتشاور مع بقية الأعضاء ومع مراعاة التطورات في الاقتصاد العالمي. ولضمان استمرارية العمل، تحظى الرئاسة بدعم "الترويكا"، المكوّنة من الدولة المضيفة الحالية، والدولة التي استضافت الدورة السابقة، والدولة التي ستستضيف الدورة المقبلة.