في واقعة أثارت اهتمامًا كبيرًا، كشفت شرطة هيرتفوردشاير البريطانية عن دفع تعويض قدره 20 ألف جنيه إسترليني لوالدين اعتقلتهما في يناير الماضي بسبب انتقادهما لإجراءات التوظيف في مدرسة ابنتهما عبر مجموعة خاصة بأولياء الأمور على واتساب.
وكانت الشرطة اعتقلت ماكسي ألين وروزليند ليفين، قبل أن تؤكد عدم وجود أي تهم ضدهما بعد خمسة أسابيع من التحقيق.
وتم القبض على الوالدين بعد تصوير بعض رسائل المجموعة ونقلها للمدرسة ووسائل التواصل الاجتماعي، ما جعل إدارة المدرسة ترى أن الزوجين يسيئان التحدث عن شؤون المدرسة، وتقدمت بشكوى للشرطة.
بداية الواقعة كانت في نوفمبر2023، حينما تساءل والد الطفلة عن سبب عدم فتح عملية توظيف علنية لشغل منصب مدير مدرسة "كاولي هيل الابتدائية"، بعد إعلان المدير السابق تقاعده قبل ستة أشهر.
وبحسب صحيفة "جارديان"، حاول الأب الحصول على توضيح رسمي من إدارة المدرسة، لكنه محاولاته لم يتلقَّ أي رد واضح، ما دفعه إلى طرح القضية على وسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة والدتها التي انضمت إلى النقاش.
واعتبرت إدارة المدرسة أن بعض المنشورات احتوت على عبارات تحريضية، ووجهت تحذيرًا لأولياء الأمور من اتخاذ مواقف قد تؤدي إلى اضطرابات داخل المجتمع المدرسي.
ونتيجة لذلك، تم منع الوالدين من دخول المدرسة، ما حرمهما من حضور اجتماع أولياء الأمور وعدم تمكنهما من متابعة ابنتهما خلال احتفالات عيد الميلاد المدرسية.
وبعد قرار الحظر، استمر الوالدان في التواصل مع إدارة المدرسة بشأن احتياجات ابنتهما الصحية، إذ تعاني الطفلة من الصرع ومسجلة ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن تصاعدت التوترات لاحقًا، عندما تلقت العائلة تحذيرًا رسميًا من الشرطة يمنعهم من التواصل المباشر مع المدرسة، وتم اقتراح نقل الطفلة من المدرسة، وهو ما حدث في يناير قبل أسبوع من اعتقال الوالدين.
وفي 29 يناير، تم اعتقال الوالدين بتهمة المضايقة ونشر رسائل خبيثة، استنادًا إلى بلاغ تقدمت به إدارة المدرسة، وجرى الاعتقال أمام ابنتهما الصغرى البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي أصيبت بحالة من الذعر أثناء اقتياد والديها.
وبعد تحقيق استمر خمسة أسابيع، أعلنت الشرطة إغلاق القضية دون توجيه أي اتهامات، موضحة أن الأدلة لم تكن كافية لإثبات أي مخالفات قانونية، ثم أقرّت مؤخرًا بدفع تعويض لهما.