انطلقت اليوم /الأحد/ اجتماعات الدورة الـ92 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين وكذلك الاجتماع المشترك الرابع والثلاثين بين مسؤولي التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" ومجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين ؛ لبحث قضايا التعليم في الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها توصيات لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي المحتلة بمشاركة وفود من الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينين إضافة إلى المنظمات العربية والإسلامية المعنية.
ووجه السفير فائد مصطفى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة - في كلمته الافتتاحية للاجتماع - تحية تقدير لوكالة (الأونروا) على دورها الحيوي والمهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة.
وقال السفير فائد مصطفى : إن هذا الاجتماع يأتي اليوم في ظل تطورات متتابعة بدءا من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مرورا باتفاق شرم الشيخ وصولا لقرار مجلس الأمن رقم 2803 لإنشاء مجلس السلام كهيئة انتقالية لإدارة قطاع غزة وإعادة الإعمار ويعمل حتى نهاية ديسمبر 2027 لحين تمكين السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة ، وفي ظل هذه التطورات لايزال الوضع في قطاع غزة في غاية الخطورة وذلك مع استمرار المحاولات الإسرائيلية المتكررة لخرق وقف إطلاق النار والعمل على افشاله وذلك مع الاستمرار في ابطاء إدخال المساعدات الإنسانية والمواد والمعدات اللازمة للبدء إعادة اعمار القطاع بل والعمل على تحريك الخط الأصفر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق سيطرتها والتلاعب بالخرائط الخاصة بخطة الرئيس ترامب لإقرار السلام في غزة وهو الأمر المرفوض.
ودعا الوسطاء الدوليين الضامنين لاتفاق شرم الشيخ للتدخل العاجل لمنع إسرائيل من إفشال الاتفاق وضمان دخول المساعدات الانسانية وكافة المواد اللازمة لإعادة الإعمار..قائلا : إن الوضع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس يزداد تدهورا وخطورة جراء تواصل سياسات الاحتلال الإسرائيلي لفرض الأمر الواقع على الأرض، وذلك مع استمرار عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال في ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الاحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والإغلاقات إلى تنفيذ الإعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري لتنفيذ المخططات بشأن ضم الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن استهداف العملية التعليمية كان في بؤرة مخطط حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة نظرا لكون العملية التعليمية أحد أهم أركان صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ، ولذا تم الاستهداف المتعمد لكافة مقومات التعليم في القطاع حيث تم تدمير 93% من أبنية القطاع التعليم ، فيما تعرضت 70 % من مدارس الأونروا الـ200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية، كما حرم أكثر من 750 ألف طالب وطالبة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم، وجامعاتهم.
ولفت إلى أن العملية التعليمية في الضفة الغربية تتعرض بدورها للاستهداف والترويع والتعطيل عبر مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في الاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية مما يمنع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم وكذلك مع تصاعد هجمات المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني المدعومة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق .. قال السفير فائد مصطفى :إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تؤكد على أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية في فلسطين، بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.
وأشار إلى أن الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للأونروا مستمر منذ سنوات، وقد بلغ ذروته بدءا من إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانونين لمنع الأونروا من العمل بالأراضي التي تخضع لسيطرتها ومنع التعامل مع موظفي الأونروا وصولا إلى الاستيلاء على مدارس الأونروا الست في القدس.. مشددا على ضرورة توفير الدعم السياسي والمالي للأونروا لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عملياتها الخمس وفقا لتفويضها الأممي والتأكيد على أن الأونروا لا غنى ولا بديل عنها خاصة في تنفيذ خطة إعادة اعمار قطاع غزة.
وقال : ستظل الجامعة العربية داعمة ومسائدة للأونروا كعنوان للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحتى الوصول إلى حل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، وسنظل حريصين على استمرار وتفعيل وتطوير قنوات العمل المشترك والتنسيق بين جامعة الدول العربية والأونروا.
ومن جانبه .. قال السيد مصطفى عبد الله محمد مدير إدارة المنظمات والمسابقات الدولية بوزارة التربية والتعليم ممثل مصر في الاجتماع : إن تجربة الشعب الفلسطيني أثبتت أن التعليم هو خط الدفاع الأول عن الهوية ولن يستطيع العدوان الإسرائيلي كسر إرادة الشعب الفلسطيني في مواصلة طريقه..مؤكدا دعم مصر لهدف الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد التأكيد على موقف مصر تجاه قضية فلسطين باعتباره موقفا مبدئيا وثابتا ونابعا من الروابط الجغرافية والتاريخية والقومية .. مشيرا في هذا الصدد إلى سعي مصر الدؤوب لتحقيق التهدئة والسلام..قائلا : "إن وزارة التربية والتعليم تواصل تقديم الدعم لأشقائنا الفلسطينيين لمساعدتهم على تحمل المحنة الكبيرة التي يعانون منها".
وتنازل ممثل مصر في بداية الاجتماع عن رئاسة الدورة لممثل دولة فلسطين تكريما للشعب الفلسطيني.
ومن جهته .. قال السفير مهند العكلوك سفير فلسطين في مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية : إن قطاع التعليم في فلسطين يمر بمرحلة هي الأصعب في تاريخنا الحديث حيث تعرضت المدارس والجامعات والطلاب لممارسات إسرائيلية عدوانية ممنهجة.
وأضاف :"لقد شهد قطاع غزة دمارا واسعا في البنى التحتية بما فيها التعليم نتيجة الإبادة الجماعية التي ما زالت ترتكبها إسرائيل بحق شعب فلسطين".. مشيرا إلى أن قطاع التعليم في غزة تحول إلى ركام حيث دمرت إسرائيل المدارس والجامعات بما فيها مدارس الأونروا والتي تحولت أثناء الإبادة الجماعية إلى مركز إيواء وملاذات جاء إليها الأطفال والنساء طلبا للأمان ولكنها تحولت في العديد من الأحوال لمقابر بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتعمد.
وقال : "لقد بلغ عدد الطلاب الشهداء ما يقرب من 19,000 طالب وطالبة وأكثر من 1350 شهيدا من الكوادر التعليمية إضافة لعشرات الآلاف من الجرحى كما دمر الاحتلال جزئيا أو كليا 500 من المدارس أو الجامعات".. مضيفا :"لقد اختنق الطلاب في غزة تحت الركام وضحى المعلمون بحياتهم وهم يحاولون حماية طلابهم وتسببت هذه الإبادة الجماعية في فقدان الطلاب والعاملين لعامين دراسيين كاملين كما أن الدراسة حاليا متوقفة".
ودعا سفير فلسطين إلى جهد دولي وعربي لإعادة إعمار المدارس والجامعات بغزة في ظل التدمير شبه الكامل للبنية التحتية..مشددا على الحاجة للعمل في مدارس آمنة في المخيمات وتوفير بنى تحتية أمانا ودعم المعلمين والطلاب بوسائل الحماية والدعم النفسي وأن يكون هذا الجهد مشتركا عربيا ودوليا وتتصدره اليونيسكو والأونروا ..مطالبا بتكثيف الجهود لحماية مدارس القدس في ظل التضييقات والممارسات الإسرائيلية.
وفند الادعاءات الإسرائيلية بحق المدارس الفلسطينية ومدارس الأونروا بزعم أنها تحرض على الكراهية .. مشيراً إلى أن هذه الدعايات لا أساس لها وتتعارض مع تقرير اللجنة الدولية للقضاء على التمييز العنصري في توصياته العامة رقم 35 التي تنص على أن ذكر الوقائع التاريخية لا يعد بأي حال خطابا من خطابات الكراهية في المقابل توضح اللجنة الدولية للقضاء على التمييز العنصري أن الإنكار لجرائم الإبادة الجماعية أو محاولة تبريرها يعد شكلا من أشكال التحريض على العنف.
وحذر من تأثير ممارسات الاحتلال العنصرية في الضفة على التعليم سواء بقرصنة الأموال الفلسطينية بما يهدد استمرارية دفع راتب المعلمين إضافة إلى تأثير الحواجز الإسرائيلية التي تعزز النظام الفصل العنصري في الضفة..مطالبا بدعم خطة طارئة لضمان استمرار العملية التعليمية في فلسطين وتوفير بدائل لوجستية للتعليم في ظل الوضع القائم.
وقال : إن التعليم في فلسطين هو معركة وجود وتهدف إلى الحفاظ على الهوية الوطنية .. داعيا إلى تحرك عربي جماعي لدعم التعليم الفلسطيني والضغط على المؤسسات الدولية لتوفير الحماية لوكالة الأونروا واستمرار خدماتها التعليمية.