في خضم صخب الحياة وضغوطها اليومية، قد ينشغل الأب عن التواصل مع طفله، الأمر الذي يؤثر على سلوكه وثقته بنفسه، حيت أن غياب الوالد يترك أثرا عميقا في نفس الطفل، مما ينعكس علي شعوره بالأمان وقدرته على فهم مشاعره، فعاطفة الأب ليست رفاهية، بل احتياج نفسي وداعم لتوازن سلوك ونفسية الصغير.
وفيما يلي نستعرض لك في السطور التالية اهم التأثيرات النفسية لهذا الغياب، وكيف يمكن للأسرة كسر هذه الدائرة وحماية الطفل من آثارها، وفقا لما نشر علي موقع، times of india واليك التفاصيل:
عدم الشعور بالأمان:
الأب ليس مجرد حضور مادي في المنزل فقط، بل رمز للاستقرار والأمان العاطفي والدعم، وعندما يفقد الطفل هذا التواجد يشعر بأن عالمه قد اهتز وليس في امان ،مما يؤثر على سلوكه بشكل عكسي.
صعوبة فهم مشاعره وإدارة عواطفه:.
ان فقدان غياب الأب يؤثر على سلوك الطفل، ما يجعله يتلقي صعوبة في فهم مشاعره وإدارتها بشكل جيد، وبالتالي يتعلم كبت مشاعره او اخفائها، ومع الوقت يتحول الكبت الي سلوك عدواني وغضب شديد، فالتواصل الايجابي والعاطفي مع الأب يساعد الطفل علي التعرف الي فهم مشاعره وتمييزها، والتعبير عنها بطريقة صحيحة، حتي يكون شخصية واثقة من ذاتها.
اهتزاز الثقة بالنفس والبحث عن الموافقة الخارجية:
الأطفال الذين يتلقون باستمرار التشجيع والتقدير والعاطفة من ابائهم هم أكثر عرضة لتنمية الثقة بالنفس والمرونة، فمجرد الكلمة البسيطة والتشجيع الايجابي للذي يقوله الأب والاهتمام الذي يظهره، بعززان شعور الطفل بقيمته الذاتية، وفي حين يفتقد الطفل هذا التشجيع والتقدير يبدأ في التشكيك بذاته، هل أنا غير مهم؟ هل اخطات، مع مرور الوقت قد يؤدي هذا إلى الشك الذاتي، والسعي للكمال، والحاجة المُلحة للموافقة الخارجية، مما يترك آثارًا دائمة على نموه العاطفي.
التأثير على العلاقات والارتباط:
غياب الأب قد ينعكس علي سلوك الطفل داخل المدرسة أو في محيطه الاجتماعي، فبعض الأطفال يلجئون الي الانعزال الاجتماعي والصمت، بينما يتجه آخرون الي العنف أو الاعتماد المفرط على الآخرين، وهذا قد يضعف قدرة الطفل على فهم حدود التعامل، وحل الخلافات وبناء صداقات وعلاقات.
العواقب السلوكية والاجتماعية:
يمكن أن يتجلى عدم التوفر العاطفي في السلوك والتفاعلات الاجتماعية، بمعني ما يعيشه الطفل في طفولته قد ينعكس لاحقا علي حياته وعلاقاته العاطفية والشخصية، الابن الذي يذق مرارة غياب الأب، قد يواجه صعوبة في الثقة في الآخرين، أو بخشي دخول تجارب عاطفية نظراً لمحدودية فرصهم في ملاحظة التعاطف والتواصل العاطفي.
اهم النصائح لكسر دائرة الغياب والبعد:
-يمكن للآباء تنمية التواجد العاطفي بنشاط في أي مرحلة من حياة أطفالهم.
يمكن لتصرفات بسيطة، كالإنصات بانتباه، والتعبير عن المودة، وتأكيد المشاعر، وقضاء وقت ممتع معًا، أن تُعيد صياغة الرابطة بين الأب والطفل.
-التواجد العاطفي لا يعني الكمال، بل يعني الحضور الدائم، والصدق، والرغبة في التواصل، حيث يزدهر الأطفال عندما يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون ومُقدّرون، ويمكن أن يُحقق تعزيز هذا التواصل فوائد طويلة الأمد على صحتهم النفسية ومرونتهم العاطفية.