عقدت بقصر ثقافة العريش مائدة مستديرة ضمن فعاليات مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية.. سيناء نموذجا"، الذي يقام بمحافظة شمال سيناء، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار جهود الوزارة لدعم عناصر التراث الثقافي غير المادي وإبراز إسهامات رواة السيرة الهلالية عبر الأجيال.
شارك في المائدة عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث السيناوي، وبدأت الفعاليات بكلمة الشاعر الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، مرحبا بالحضور، ومؤكدا أهمية المؤتمر في إعادة قراءة المصطلحات المرتبطة بتراث شمال سيناء وفنونها والتي تسهم بدورها في تشكيل الهوية الثقافية.
كما ناقش تفصيليا التداخلات بين الفنون والعادات والتقاليد وفنون الحكي والشعر، مركزا على دور المرأة في التراث الشعبي السيناوي باعتبارها حاملة أساسية للذاكرة الثقافية.
بدورها ناقشت سوسن حجاب، رئيس جامعة حقوق المرأة السيناوية، وعضو المجلس القومي للمرأة، أهمية جمع تراث سيناء وتوثيقه وتسويقه محليا ودوليا، مؤكدة أن المرأة السيناوية عنصر محوري في الحفاظ على التراث ونقله بين الأجيال.
كما أشارت إلى ضرورة تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية واعتبار الإنتاج الثقافي جزءا من عملية التنمية، مع إبراز العادات السيناوية الأصيلة من مأكولات وأزياء.
من ناحيته، أكد محمد سالم، مدير مكتب التراث السيناوي ورئيس مجلس إدارة المنظمة المصرية لإدارة الأزمات وحقوق الإنسان، أن سيناء تزخر بتراث عربي أصيل، وتعد بوابة مصر الشرقية بما ينعكس على تنوع ثقافتها.
وأضاف أن مفهوم الصناعات الثقافية والإبداعية يمثل توجها حديثا يجب توظيفه بالشكل الأمثل، مطالبا بوجود جهاز تحديث الصناعة في سيناء لوضع آليات واضحة لدعم الصناعات الإبداعية.
كما تطرق إلى أشهر المأكولات الشعبية كاللصيمة والعصيدة، وبعض مفردات التراث السيناوي مثل "القضاء العرفي"، مشيرا إلى ضرورة تنظيم دورات تدريبية متخصصة في توثيق التراث لغرس تلك المفردات في نفوس الأطفال منذ الصغر.
وفي كلمته، استعرض الشاعر حسونة فتحي التكوين الجغرافي لسيناء وتأثيره في تنوع ثقافاتها، موضحا أثر الدمج بين القبائل الأصلية والوافدة وما شكله ذلك من ثراء ثقافي.
واختتم حديثه مشيرا إلى تنظيم المزيد من الفعاليات الثقافية على أرض سيناء تعزيزا لدورها ومكانتها.
فيما ناقش د. حمدي سليمان أهمية البعد الثقافي في عملية التنمية، وكيفية استثمار التراث السيناوي كأحد روافد الدخل القومي، مؤكدا أن الصناعات الإبداعية قادرة على تحويل التراث إلى مورد إنتاجي واقتصادي فعال.
واختتمت الفعاليات بمداخلات ثرية من قبل الحضور، حملت رؤى متنوعة حول سبل تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية في سيناء، وضرورة تكثيف الجهود لتوثيق التراث وإحياء مكوناته الأصيلة بما يدعم مسار التنمية المستدامة بالمحافظة.
مؤتمر "الصناعات الثقافية والإبداعية وأبعادها التنموية" ينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وبالتعاون مع العلاقات الثقافية الدولية، وإقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء.
ويشهد المؤتمر طوال فترة إقامته عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، وتستمر فعالياته حتى مساء غد الثلاثاء.