كشفت دراسة حديثة، نشرت على موقع " American Psychological Association"، أن العد على الأصابع يشكل أداة أساسية في تعلم العمليات الحسابية للأطفال الصغار، ويساعدهم لاحقًا على إجراء عمليات الجمع الذهني بسهولة أكبر، حيث يعتبر وسيلة فعالة لمعرفة حلول المسائل الحسابية البسيطة، واستراتيجية شائعة بين أطفال المدارس خاصة في المرحلة الابتدائية.
وأضافت الدارسة، انه على الرغم من أن بعض المعلمين لا يشجعونها أحيانًا، معتقدين أنها قد تشير إلى صعوبة الطفل في فهم المفاهيم العددية، إلا أن هذه الطريقة تمكن الطالب من تطوير مبادئ أساسية في الرياضيات مثل مبدأ التطابق واحدًا لواحد ، الذي يربط كل عنصر برقم محدد، ويجعل التلميذ يشعر بالكمية أثناء العد.
وشملت الدراسة 211 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات ونصف وسبع سنوات ونصف، حيث تم اختبارهم مرتين سنويًا في مجموعات من العمليات الحسابية ذات صعوبة متزايدة، مثل جمع رقمين بين 1 و5، أو دمج أرقام مختلفة بين 1 و9. وراقبت الدراسة استخدام الأطفال لأصابعهم أثناء حل المسائل.
وأظهرت النتائج أن اللجوء إلى العد على الأصابع بلغ ذروته بين سن الخامسة ونصف السادسة، وبحلول سن السادسة ونصف، كان 92٪ من الأطفال قد استخدموا أصابعهم مرة واحدة على الأقل خلال الاختبارات، بينما بدأ بعضهم بالتحول تدريجيًا إلى استخدام القدرات الذهنية في عمليات الجمع، مثل تخيل الأصابع في الذهن دون الحاجة إلى العد الفعلي.
أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين استخدموا الأصابع في مراحل مبكرة، وتوقفوا عن ذلك لاحقًا كانوا الأكثر تفوقًا في الأداء ، بينما كان أداء الأطفال الذين لم يستخدموا أصابعهم على الإطلاق أضعف.
وأكدت النتائج أن العد على الأصابع ليس علامة على ضعف الطفل، بل هو أداة تعليمية طبيعية تساعد على بناء الأسس الحسابية بطريقة ملموسة، وتمكن الطلاب من الانتقال تدريجيًا إلى استراتيجيات ذهنية أكثر تطورًا، كما تنمي لديه مهارات التفكير النقدي العقلي وتجعله أكثر ذكاءاً.