الأربعاء 26 نوفمبر 2025

أخبار

رئيس "الأعلى للإعلام": التنسيق بين المؤسسات الإعلامية العربية ضرورة تفرضها التطورات السريعة

  • 26-11-2025 | 12:42

المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

طباعة
  • دار الهلال

أكد المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن مصر تؤمن أن الإعلام العربي يحمل رسالة مشتركة، وأن التنسيق بين المؤسسات الإعلامية العربية لم يعد خياراً بل ضرورة تفرضها التطورات السريعة في البيئة الاتصالية، متطلعا إلى ضرورة وضع آليات عملية تعزز من تبادل الخبرات، وتطوير المحتوى، ودعم المبادرات التي تعمل على ترسيخ الهوية العربية وحماية الوعي الجمعي للأمة.

جاء ذلك في كلمة المهندس خالد عبد العزيز خلال أعمال الدورة (55) لمجلس وزراء الإعلام العرب.

وقال عبد العزيز إن مشاركتنا اليوم تأتي في إطار مرحلة دقيقة وتحديات جسام يمر بها العالم، والتحدي الأكبر هو وحدة أمتنا العربية والحرص على تعزيز سبل العمل العربي المشترك في شتى المجالات عامة، وفي مجال الإعلام خاصة، من خلال مد جسور التعاون بما يخدم مصالح شعوبنا العربية في مواجهة تلك التحديات.

وأضاف أن توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي تظل واضحة وصريحة بضرورة تعميق التعاون الإعلامي مع الدول العربية الشقيقة، وبناء شراكات فعالة تحقق التكامل وتدعم الصورة الحقيقية لمجتمعاتنا في مواجهة الشائعات وحملات التضليل ومحاولات التشويه.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي يبرزان كأحد أهم الملفات التي تستوجب منا وقفة جادة، لما تحمله من تأثير مباشر على تشكيل الوعي وصناعة الرأي العام، ولما تتيحه من سرعة انتشار غير مسبوقة للرسائل والمضامين.

وتابع: " لقد أصبح لزاماً على إعلامنا العربي أن يطوّر من أدواته للتعامل مع هذا الواقع الجديد، من خلال تعزيز منظومات التحقق من المعلومات، ومواجهة المحتوى الزائف، وتبني الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، بما يضمن توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الحقيقة، لا في نشر الفوضى أو التشويه.

وأكد أهمية تضافر الجهود العربية لوضع أطر تنظيمية مشتركة تعزّز الأمن المعلوماتي، وتدعم حضور إعلامنا الوطني على المنصات الرقمية، وترسّخ قيم الوعي والتمييز بين المحتوى المهني الرصين والدعاية المغرضة.

ولفت إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب منا تطوير خطاب إعلامي عربي،قادر على مخاطبة الداخل والخارج، يعتمد على المصداقية والسرعة، ويواكب التطور الهائل في أدوات الاتصال ومنصات النشر الرقمية. وإن تعزيز القدرات البشرية، وتحديث البنية التكنولوجية، وتوسيع نطاق التدريب والتأهيل، لعناصر أساسية وضرورية لبناء إعلام قوي فاعل يليق بطموحات شعوبنا العربية.

وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية، وأن الإعلام العربي يتحمّل مسؤولية كبرى في دعم نضال الشعب الفلسطيني، وفضح الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها، ونقل الحقيقة إلى العالم بعيداً عن التزييف ومحاولات طمس الحقوق المشروعة.

وقال: "وفي هذا الإطار، حرصت مصر ـ قيادةً وحكومةً ـ على القيام بدورها التاريخي في وقف الحرب على غزة، وبذلت جهوداً دبلوماسية وإنسانية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين، من خلال فتح الممرات لتقديم المساعدات والإغاثة، والتواصل المستمر مع الأطراف الدولية الفاعلة.. وقد جاء عقد «مؤتمر شرم الشيخ للسلام» ليجسّد الدور المصري المحوري في حشد الدعم الدولي، وتوحيد المواقف الرامية إلى حماية الشعب الفلسطيني، والعمل على تهيئة بيئة تدفع نحو سلام عادل وشامل يُنهي الاحتلال ويصون الحقوق المشروعة.

وشدد على أن مصر ما زالت تؤكد، بثبات لا يلين، أن حلّ الدولتين هو الطريق الوحيد لسلام عادل يضع حدًّا لدائرة الصراع، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليست مجرد مطلب تفاوضي، بل حق تاريخي وقانوني راسخ لا يجوز التفريط فيه أو الالتفاف عليه. ومن هذا اليقين، كثّفت القاهرة تحركاتها السياسية والدبلوماسية في المحافل الدولية، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووقف محاولات فرض واقع جديد على الأرض يُقوّض فرص التسوية.

وذكر أنه على الصعيد الإنساني، بذلت مصر وما زالت تبذل جهوداً كبيرة لضمان تدفق المساعدات إلى القطاع، فعملت على فتح الممرات الآمنة، وإدخال الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، وتنسيق عمليات الإغاثة مع المنظمات الدولية لضمان وصولها إلى مستحقّيها رغم التحديات.

ولفت إلى أن الدولة المصرية تحملت أعباءً إنسانية ولوجستية جسيمة، انطلاقًا من إيمان عميق بأن إنقاذ حياة المدنيين واجبٌ أخلاقي لا يحتمل التأجيل، وأن تخفيف المعاناة مسؤولية تفرضها القيم الإنسانية قبل أي اعتبارات سياسية.. وقد شكّل هذا الدور جدارًا من الرحمة والصمود في وجه كارثة إنسانية كادت أن تعصف بما تبقى من مقومات الحياة في القطاع.

واستطرد قائلا: " وتواصل مصر أداء دورها التاريخي في إعادة إعمار قطاع غزة، إدراكًا منها أن ترميم ما دمرته الحرب هو المدخل الحقيقي لإعادة الحياة إلى المجتمع الفلسطيني.

وجدد التأكيد على أن مصر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، مستمرة في تأكيد دعمها الثابت للحقوق الفلسطينية، وتدعو إلى تعزيز دور الإعلام العربي في تشكيل رأي عام دولي مساند لهذه الحقوق، وحماية الرواية الفلسطينية من محاولات التشويه أو التجاهل.

واختتم كلمته مؤكدا أن مصر ستظل داعمة لكل جهد عربي مشترك، ومستمرة في العمل مع أشقائها لتحقيق إعلام عربي أكثر تأثيرًا وفاعلية، وقادر على مواكبة التحديات ودعم طموحات شعوبنا نحو مستقبل أفضل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة