في إطار حرص مكتبة خالد بن الوليد العامة التابعة لجمعية مصر للثقافة والمجتمع على نشر الوعي الثقافي والتاريخي بين النشء والشباب، نظمت المكتبة ندوة متميزة عن قناة السويس الطريق الذي غير العالم، بالتعاون مع إدارة الوعي الأثري والتواصل المجتمعي بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية، وذلك بمناسبة ذكرى افتتاح قناة السويس في 17 نوفمبر 1869م
استعرضت الندوة محطات بارزة في تاريخ القناة، بدءاً من فكرة إنشائها عبر العصور، مروراً بجهود المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس، ووصولاً إلى لحظة الافتتاح التاريخية عام 1869م، حين تغير شكل التجارة والملاحة البحرية بعد ربط البحرين الأحمر والمتوسط في ممر واحد اختصر المسافات وقلب موازين الاقتصاد العالمي.
كما تناولت الندوة أهمية قناة السويس باعتبارها أحد أهم شرايين الملاحة الدولية وربط الشرق بالغرب، فضلاً عن قيمتها الاستراتيجية والاقتصادية لمصر، والتطويرات التي شهدتها عبر الزمن، وآخرها مشروع قناة السويس الجديدة الذي ضاعف القدرة الاستيعابية للمجرى الملاحي وأكد مكانة مصر العالمية.
خلال الفعالية قدم فريق أصدقاء القاهرة التاريخية شرحاً مبسطاً للحضور، تناول الخرائط التاريخية والصور التوثيقية وخط سير السفن قبل إنشاء القناة وبعدها، إضافةً إلى التحديات التي واجهت العمال المصريين أثناء الحفر، والاحتفالات العالمية المرافقة لافتتاح القناة.
وقد شهدت الندوة تفاعلاً ملحوظاً من المشاركين الذين طرحوا أسئلة حول آليات عمل القناة وعوائدها الاقتصادية في الحاضر.
وقد أكدت نورهان عبد السلام - مديرة مكتبة خالد بن الوليد العامة؛ أن الندوة تأتي في إطار دعم المكتبة للمبادرات الثقافية التي تُعرف الأجيال الجديدة بقيمة المشروعات القومية الكبرى، مشيرةً إلى أن قناة السويس ليست مجرد ممر ملاحي؛ بل رمز لقدرة الإنسان على تحويل المستحيل إلى واقع، ودليل على مكانة مصر المركزية في حركة التجارة العالمية.