في مثل هذا اليوم 29 نوفمبر 1643، رحل عن عالمنا كلاوديو مونتيفيردي، أحد أعظم المبدعين في تاريخ الموسيقى الغربية، والرجل الذي قاد الانتقال الحاسم من عصر النهضة إلى الباروك، ويعتبر أول من منح الأوبرا شكلها الدرامي الكامل، وفتح آفاقًا جديدة أمام التعبير الموسيقي.
وُلد مونتيفيردي عام 1567 في مدينة كريمونا الإيطالية، وبدأ مسيرته الفنية مبكرًا، حيث نشر أول أعماله الموسيقية وهو في الخامسة عشرة من عمره، عمل في بلاط دوق مانتوفا، وهناك ألّف أوبراه الشهيرة "أورفيو" عام 1607، والتي تُعد أول أوبرا متكاملة في التاريخ، جمعت بين الموسيقى والشعر والدراما في وحدة فنية غير مسبوقة.
لاحقًا، تولّى منصب قائد الجوقة في كاتدرائية القديس مرقس في البندقية، وهناك ألّف أعمالًا دينية ومسرحية أثرت في تطور الموسيقى الأوروبية لعقود.
من أبرز أعماله أيضًا "عودة أوليس إلى وطنه" و"تتويج بوبيا"، حيث أظهر براعة في رسم الشخصيات الموسيقية وتكثيف التعبير العاطفي.