ينطلق في مصر غدًا الاثنين الدورة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، ومن المقرر أن يمتد حتى يوم الخميس المقبل، وسط توقعات بحضور وفود رسمية من أكثر من 100 دولة.
وتأتي الدورة الرابعة من «إيديكس» استكمالًا للنسخ الثلاث السابقة من المعرض، والتي عكست من خلالها مصر مدى التطور والتقدم التكنولوجي للصناعات الدفاعية الخاصة بها.
وتُنظم الدورة من قبل هيئة التسليح المصري بالتعاون والدعم الكامل من وزارة الدفاع ووزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع في مصر، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يمنحه ثقلاً سياسيًا وعسكريًا كبيرًا.
ماذا سيُعرض في هذه الدورة؟
ومن المقرر أن تشهد الدورة الرابعة من «إيديكس» عرض أحدث التقنيات والحلول في المجالات الدفاعية الثلاثة: البرية، البحرية، والجوية.
ويشهد المعرض هذا العام أكبر مجموعة من المنتجات العسكرية والصناعية لكبرى الشركات العالمية والإقليمية من كافة أنحاء العالم، وتشمل كل ما هو جديد في مجال التسليح، ومنها منتجات الصناعات الدفاعية التي تنتجها مصر من مصانعها الحربية المختلفة، بحيث يكون معرض «إيديكس» مظلة دولية فاعلة لاستعراض أحدث منظومات الصناعات العسكرية والدفاعية والتكنولوجية في العالم.
وتنفرد هذه الدورة عن سابقاتها بدراسة القدرات التصنيعية للدولة في قطاع التصنيع العسكري أو المدني لتحقيق تقارب بين رؤى القطاعين، فلأول مرة يصبح لدى مصر اعتماد جزئي على قطاعات التصنيع المدني المتمثل في اتحاد الصناعات المصرية، وذلك بعد مراجعة إمكانيات التصنيع المتقدمة لديهم والتأكد من قدرتهم على تنفيذ وتصنيع بعض القطع والمعدات بنفس خامات وجودة المنتجات الأجنبية، حيث تمكنت مصر من تصنيع أكثر من 260 صنفًا بأيادٍ مصرية بالتعاون بين القوات المسلحة والمصانع المدنية، ما أسهم في فتح مجال أكبر للشراكة الفعالة معهم.
وستحظى الدورة بمشاركة كبار العارضين والشركات العالمية في مجال التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يُتوقع حضور أكثر من 400 شركة عارضة من مختلف أنحاء العالم.
ويستقطب «إيديكس» جمهورًا متخصصًا رفيع المستوى يضم قادة عسكريين ومسؤولين حكوميين ووفودًا دولية رسمية، بالإضافة إلى خبراء ومحترفي الصناعة من جميع أنحاء العالم.
وتُعد الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وباكستان، والهند من أبرز الدول التي تحضر «إيديكس»، إلى جانب دول عربية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويُذكر أن الدورة الأخيرة من المعرض، التي أقيمت في عام 2023، شهدت حضور 108 وفود رسمية من 60 دولة، بزيادة تقارب 38% عن الدورة التي سبقتها، وهو مؤشر قوي على تزايد الأهمية الجيوسياسية للمعرض.
لماذا «إيديكس»؟
تكمن أهمية «إيديكس» في أنه يتيح الفرصة لمعاينة التطور المتسارع في تكنولوجيا التسليح، من خلال عرض كبرى الشركات الصناعية لمنتجاتها لاستعراض الإمكانيات العملياتية الفعلية لتلك المنتجات.
وبالنسبة لمصر، تكون الفرصة من منظور آخر يتمثل في تقديم عروض للشركات للتعاقد معها أو توقيع مذكرات تفاهم للمشاركة في التصنيع من خلال توفير موارد بشرية وخامات أولية بهدف نقل التكنولوجيا وتوطينها واستثمار ومزج الخبرات الأجنبية بالمصرية، بما ينعكس على تطوير منظومة التسليح في القوات المسلحة.
ويعمل المعرض على إحراز شراكات التعاون الدفاعي إقليميًا وعالميًا، وتوقيع مذكرات تفاهم، وتأكيد بناء جسور متينة من الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الدول والكيانات الصناعية من خلال معاينة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التصنيع العسكري عالميًا.
يُذكر أن الدورة الأولى للمعرض انطلقت في ديسمبر 2018، بناءً على رؤية القيادة السياسية المصرية لوضع مصر على خريطة الدول المنظمة لأهم معارض السلاح العالمية.