حثّ رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، قطاع الخدمات اللوجستية في البلاد على تسريع وتيرة التحول "الأخضر" والرقمي، وخفض التكاليف إلى المستويات العالمية، وذلك خلال منتدى فيتنام اللوجستي.
وقال تشينه - في كلمته خلال المنتدى- إن هذه الخطوة ضرورية لتحقيق معدل نمو للقطاع يتراوح بين 15 و16%، والمساهمة بنسبة تتراوح من 6 إلى 7% في الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، بحسب ما نقلته صحيفة" فيتنام نيوز" المحلية.
وأكد أن القطاع شهد عامًا ناجحًا، مسهمًا في رفع قيمة التجارة الخارجية للبلاد إلى 900 مليار دولار، لكنه شدّد على الحاجة لحلول جذرية لإزالة جميع العقبات، لضمان نمو مستدام خلال السنوات المقبلة.
وأضاف تشينه: "الخدمات اللوجستية تلعب دورًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي، فهي تحقق نموًا سنويًا بين 15 و16% وتسهم بنحو 4.5 إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، لكن لم تُبنَ بعد شركات عملاقة أو مراكز وطنية رئيسية في هذا القطاع."
وأشار إلى ضرورة وجود آلية شاملة تضمن التشغيل السلس، وخفض التكلفة من 16% حاليًا إلى متوسط عالمي بين 11 و12%، لافتًا إلى أن المحافظة على انخفاض تكلفة الخدمات قد توفر 45 مليار دولار من إيرادات التجارة الخارجية.
كما دعا رئيس الوزراء الفيتنامي إلى استكمال بناء الآليات والسياسات الفعّالة، وإزالة العوائق أمام النمو السريع، وتطوير البنية التحتية بتصميمات "خضراء" و"ذكية"، مشددًا على أهمية التعاون الدولي، ودفع النمو منخفض الكربون، وبناء موارد بشرية عالية الجودة في العقود المقبلة.
وبدوره، قال وزير التجارة والصناعة الفيتنامي نجوين هونج ديين إن القطاع لم يستغل بعد إمكانات البلاد الطبيعية والجغرافية، مشيرًا إلى ضعف القدرة التنافسية، وضعف الروابط الإقليمية، وتباطؤ عملية التحول الأخضر والرقمنة، إضافة إلى محدودية قواعد البيانات المشتركة.
ومن جانبه، قال تران ثانه هاي، نائب المدير العام لوكالة الاستيراد والتصدير بوزارة الصناعة والتجارة الفيتنامية، إن فيتنام تعمل على تعزيز مشروعات البنية التحتية الكبرى، مثل شبكة الطرق السريعة الوطنية الممتدة 3 آلاف كيلومترات، ومطار لونج ثانه الدولي، ومطار جا بينها، وخط السكك الحديدية لاو كاي إلى هايفونج.
وشدد هاي على أن الحكومة والسلطات المحلية يجب أن تسرّع إنشاء المناطق التجارية الحرة، إلى جانب إعادة تنشيط ممر الاقتصاد الشرقي الغربي الذي يربط تايلاند ولاوس وميانمار وفيتنام.
وقال توماس سيم، رئيس اتحاد النقل الدولي للشحن، إن العالم يتجه بسرعة غير مسبوقة نحو الخدمات اللوجستية الذكية، مشيرًا إلى أن الموانئ الذكية والجمارك الذكية والخدمات اللوجستية الخضراء والقوى العاملة الرقمية ستكون عوامل حاسمة في المرحلة القادمة.
وأضاف أن فيتنام تدخل "عصرًا حاسمًا" مع استكمال خطة العمل الوطنية لتعزيز تنافسية الخدمات اللوجستية، وإطلاق استراتيجية تطوير القطاع للفترة 2025-2035 ورؤية 2050، مشددًا على أن موقع فيتنام بين سلاسل التصنيع العالمية والممرات الإقليمية يجعلها مؤهلة لتصبح مركزًا لوجستيًا متعدد الوسائط في الآسيان.
كما أكد أن فيتنام بحاجة إلى اعتماد كامل لفواتير الشحن الإلكترونية، وربط الجمارك الذكي، وبناء نظام لوجستي رقمي وطني متكامل، والالتزام بالمعايير العالمية.
وقال إن فيتنام يمكن أن تقود التحول الأخضر في الآسيان عبر الاستثمار في مبادرات الموانئ الخضراء، والأساطيل الكهربائية أو العاملة بالوقود البديل، والمستودعات المعتمدة على الطاقة المتجددة، وأنظمة قياس الانبعاثات والامتثال البيئي.