خلال أسبوعين مناهضة العنف ضد المرأة، تتجدد الدعوات للتوعية بخطورة أشكال الإساءة المختلفة التي تتعرض لها الفتيات والنساء، خاصة الزواج القسري والمبكر، الذي يعتبر أحد أخطر هذه الممارسات، فالزواج المبكر لا يقتصر تأثيره على الجوانب الاجتماعية أو الاقتصادية فحسب، بل يمتد ليترك أثرًا عميقًا على النمو النفسي والعاطفي للفتاة، ولذلك نستعرض في السطور التالية كيفية تأثير الزواج المبكر والقسري على الصحة النفسية للمرأة.
ومن جهتها، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية العلاج النفسي الأسري، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزواج القسري يعد من أعنف ما تتعرض له الفتاة، حيث أن هذه التجربة تقطع مرحلة حيوية من بناء الهوية الذاتية للفتاة، بين سن 12 و21 عامًا، وهي الفترة التي تتشكل فيها أفكارها وقيمها وأهدافها ونظرتها للحياة، ومن أبرز النتائج النفسية والاجتماعية للزواج المبكر، ما يلي:

-تجميد الهوية الشخصية، حيث أن الفتاة تجبر على تبني هوية الزوجة قبل اكتساب هويتها الذاتية، مما يؤدي إلى ضعف الشخصية وصعوبة اتخاذ القرارات.
-اضطرابات الارتباط، غالبًا ما ينشأ لدى الفتيات نمط ارتباط غير آمن، يشمل القلق المستمر، الغيرة، والخوف من فقدان الشريك، أو الانسحاب العاطفي والتجنب.
-الصدمة النفسية، حيث أن دخول الفتاة في علاقة حميمية قبل نضوجها يؤدي إلى صدمات نفسية، قد تتطور لاكتئاب مزمن، اضطرابات النوم، وأحلام مزعجة وكوابيس، وفقدان الثقة بالذات وبالآخرين.
-تعاني الفتيات التي يجبرن على الزواج المبكر، من إعاقة التعليم، والحد من المهارات الاجتماعية والمهنية، وزيادة الاعتماد الاقتصادي على الزوج، والشعور بالعزلة الاجتماعية.
-اضطرابات ما بعد الولادة، حيث تتعرض الفتيات المتزوجات مبكرًا لمخاطر صحية ونفسية بعد الحمل والولادة، بما في ذلك الاكتئاب وما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل والنوم، وحتى الإيذاء الذاتي.
واختتمت حديثها مؤكدة على أن الزواج القسري ليس مجرد ممارسة اجتماعية أو تقليدية، بل هو تجربة صادمة تعرقل النمو النفسي والاجتماعي والمعرفي للفتاة، وتفرض عليها مسؤوليات جسدية ونفسية قبل نضوجها.