تتواصل بقصر ثقافة الأنفوشي، بالإسكندرية فعاليات المجموعة الثانية من برنامج "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، الذي يقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن خطط وزارة الثقافة الهادفة إلى رفع كفاءة مديري المواقع الثقافية وتمكينهم من تطوير أدواتهم الإدارية لدعم المنظومة الثقافية.
واستهل اليوم الثاني بلقاء بعنوان "الحرف التراثية المصرية"، قدمته د. إيمان مهران رئيس قسم التشكيل الشعبي بأكاديمية الفنون، وأوضحت خلاله أن مصر على مر العصور اشتهرت بصناعاتها التراثية الرفيعة وصناعها المهرة الذين أبدعوا في مجالات مثل: الخيامية، الأرابيسك، الزجاج المعشق، التطعيم بالصدف، الخزف، الفخار، السجاد اليدوي، والطرق على النحاس، وغيرها من الحرف التي توارثتها الأجيال وحافظت على مكانتها في الوجدان المصري.
وأضافت أن هذه الحرف تواجه تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام، رغم ما تمثله من أهمية كبرى في الحفاظ على الهوية الثقافية.
واختتمت حديثها مشيرة إلى ضرورة تطوير هذه الحرف وتوفير الدعم الكامل لها، إلى جانب فتح قنوات جديدة للتسويق، كونها تعد جزءا أساسيا من التراث المادي الذي يربط بين الماضي والحاضر.
وتواصلت الفعاليات مع محاضرة بعنوان "دور القيادة الثقافية المستقبلية في مواجهة القضايا المجتمعية"، أشارت خلاله د. سهى قطب مدير معمل المهارات العلمية بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، إلى دور الثقافة في سد الفجوات المجتمعية وتعزيز الوحدة الوطنية، من خلال الأنشطة والمبادرات التي ترسخ قيم العدالة والمساواة، وتشجع على الإبداع والابتكار والدعم المجتمعي.
وأضافت أن المهرجانات الفنية وورش العمل واللقاءات التثقيفية تمثل أدوات فاعلة لكسر الحواجز بين الفئات المختلفة، وتعزيز التفاهم والحوار، مؤكدة أهمية القيادة الثقافية التي يقع على عاتقها بناء جسور التعاون وتوجيه المجتمع نحو أهداف مشتركة، بما يخلق بيئة مستقرة ومنتجة.
البرنامج التدريبي تعقده الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، ويشمل ورشا تفاعلية ثقافية وفنية ومالية وإدارية بهدف تعزيز قدرات مديري المواقع الثقافية في الاتصال والتواصل، وإدارة المواقع، والتعامل مع التحديات، وتستمر فعالياته حتى 4 ديسمبر الحالي.