الجمعة 5 ديسمبر 2025

عرب وعالم

التنافس العالمي على المعادن النادرة يضع تنزانيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا في صدارة المشهد

  • 3-12-2025 | 17:51

معادن نادرة

طباعة
  • دار الهلال

كشفت بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن تنزانيا وجنوب إفريقيا ونيجيريا تمتلك أكبر الاحتياطيات المعلنة من معادن الأرض النادرة في القارة الإفريقية، ما يضعها في قلب سباق عالمي جديد على الموارد الحاسمة لتحقيق طموحات إفريقيا الصناعية والاستراتيجية.

ورغم تصدر الدول الثلاث في قائمة احتياطيات المعادن النادرة في القارة السمراء، فإن ذلك لا يعني غياب هذه المعادن عن باقي الدول الإفريقية، وإنما يعكس فقط الرواسب التي يمكن تتبعها والتحقق منها علنًا عبر إفصاحات شركات التعدين وأنظمة تتبع سلاسل الإمداد، بحسب تقرير لصحيفة "بزنس إنسايدر أفريكا" الاقتصادية.

ومع توسّع دور إفريقيا في سوق المعادن النادرة عالميًا، باتت شفافية سلاسل الإمداد والاستدامة من الأولويات الملحّة، وأسهم نمو منصات التجارة الإلكترونية بين الشركات في تعزيز الترابط بين المصنعين والموزعين وتجار التجزئة، ما رفع كفاءة سلاسل الإمداد الخاصة بهذه المعادن.

وفي الوقت نفسه، تتجه الشركات إلى استخدام تقنيات البلوك تشين وأدوات التتبع الرقمية لضمان مصادر توريد مسؤولة وإنتاج يراعي المعايير الأخلاقية، مدفوعة بتزايد التدقيق الاستهلاكي، وتطور الأطر التنظيمية، وارتفاع الطلب على الشفافية في سلاسل الإمداد للمعادن الإفريقية.

ويتزايد الطلب الصناعي على معادن الأرض النادرة، بفضل دورها المحوري في تقنيات الطاقة النظيفة والصناعة المتقدمة، حيث يدخل مغناطيس النيوديميوم-الحديد-البورون، الذي غالبًا ما يُضاف إليه البراسيوديميوم أو الديسبروسيوم، في صناعة توربينات الرياح ومحركات السيارات الكهربائية، وتحتاج كل وحدة إلى عدة كيلوجرامات من هذه المعادن.

كما تُعد هذه المعادن ضرورية في الصناعات الإلكترونية والبنية التحتية للاتصالات والأنظمة الدفاعية، ومع سعي الاقتصادات العالمية لتقليل اعتمادها الاستراتيجي على سلاسل التوريد التي تهيمن عليها الصين، تجذب إفريقيا اهتمامًا استثماريًا متزايدًا، مع توقع نمو السوق العالمي للمعادن النادرة بمعدل سنوي يقارب 10% حتى عام 2032.

وتتصدّر تنزانيا المشهد باحتياطيات تبلغ 890 ألف طن وموارد متقدمة تصل إلى 3.34 مليون طن، ويُتوقع أن يبدأ إنتاج مشروع "نجوالا"، أحد أكبر رواسب النيوديميوم والبراسيوديميوم غير المطوّرة عالميًا، في عام 2027.

أما جنوب إفريقيا، تملك من 790 ألفًا إلى 860 ألف طن، عبر مشروعات تشمل "ستينكامبسكرال" و"فالابوروا" و"زانكوبسدرفت" و"جلينوفر"، على أن يبدأ عدد منها الإنتاج بحلول 2029، بينما تأتي نيجيريا بثالث أكبر احتياطي موثق مع 127,200 طن، فضلًا عن مساحات واسعة ما تزال غير مستكشفة وتتمتع بفرص نمو كبيرة.

وانتعشت الاستثمارات في مجال استكشاف المعادن النادرة، لترتفع من 1.7 مليون دولار في 2017 إلى 34.8 مليون دولار في 2024، ومن المتوقع انطلاق مشروعات جديدة خارج تنزانيا وجنوب إفريقيا، مثل مشروع "أوزانجو" في أنجولا، ومشروع "كانجانكوندي" في مالاوي، بحلول 2026، حيث أصبحت موارد أفريقيا من معادن الأرض النادرة موثقة الآن في 12 دولة.

ولا تزال الصين تهيمن بالكامل على الإنتاج العالمي من معادن الأرض النادرة بحصة تبلغ 69% من الإنتاج، ويتمثل التحدي أمام إفريقيا في تحويل احتياطياتها إلى إنتاج فعلي وقدرات معالجة ونفوذ استراتيجي، مع توقع دخول العديد من المناجم مرحلة التشغيل بين 2026 و2029.

أخبار الساعة