في إطار اهتمام وزارة الثقافة بدعم اللغة العربية والاحتفاء بمكانتها الحضارية، وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، شاركت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور أسأمه طلعت في الاحتفالية التي نظمتها كلية دار العلوم – جامعة القاهرة، بالتعاون مع مؤسسة الأهرام، وبمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والثقافية.
أقيمت الاحتفالية تأكيدا لدور المؤسسات الوطنية في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها العلمي والثقافي، وشهدت كلمات كل من: الاستاذ الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، والأستاذ الدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية، والاستاذ الدكتور عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس جامعة القاهرة، والدكتور مصطفى عبد الوارث مدير تحرير الاهرام، والدكتور أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية بدار الكتب والوثائق القومية، الى جانب كلمة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية.
وخلال كلمته، اكد الأستاذ الدكتور أسامة طلعت أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هو احتفاء بوعاء المعرفة وذاكرة الامة، قائلا: "نحتفل اليوم باليوم العالمي للغة العربية، اللغة التي لم تكن مجرد اداة للتخاطب، بل وعاء للمعرفة وذاكرة حية للامة وجسر حمل العلوم والاداب والفنون عبر القرون. اللغة العربية، بقدرتها على التجدد والاحتواء، ظلت شاهدة على اسهام حضاري وانساني عميق، اثره باق حتى اليوم."
أشار إلى الدور المحوري لدار الكتب والوثائق القومية في هذا السياق، مؤكدا: "في قلب هذا المشهد الثقافي تأتي دار الكتب والوثائق القومية، الحارس الامين للتراث المكتوب منذ تأسيسها عام 1870، حيث اضطلعت بحفظ المخطوطات والوثائق النادرة، وتنظيمها وفهرستها، واثاحتها للباحثين والدراسين، مع التزام مستمر بتطوير اليات الحفظ والتوثيق والرقمنة. الدار لا تكتفي بحماية الماضي، بل تشارك بوعي في تشكيل الحاضر، من خلال المعارض والندوات والنشر العلمي، لتكون صلة بين التاريخ والمعرفة الحديثة."
كما دعا رئيس الهيئة طلاب جامعة القاهرة والجامعات المصرية بصفة عامة إلى زيارة دار الكتب والوثائق القومية، ومتحف دار الكتب بباب الخلق، والاطلاع على الكنوز التراثية التي تحتضنها من خلال جولات تثقيفية منظمة، بما يسهم في تعميق الاحساس بالهوية الوطنية، وترسيخ الوعي بتاريخ مصر الثقافي والحضاري لدى الاجيال الجديدة.
وأضاف إن التكامل بين دار الكتب ودار العلوم يمثل امتدادا لرؤية علي باشا مبارك التي ربطت بين اصلاح التعليم وصون التراث واللغة، مشددا على ان هذا التكامل يجسد مشروعا ثقافيا نهضويا يربط المعرفة بالمؤسسة الوطنية.
واختتم رئيس الهيئة كلمته بالتأكيد على ان دار الكتب والوثائق القومية ليست مجرد مكتبة، بل سجل حي لذاكرة الوطن ومنارة للمعرفة، قائلا:"دار الكتب والوثائق القومية ليست مجرد مكتبة، بل سجل حي لذاكرة الوطن، ومنارة للمعرفة، تؤكد ان حماية اللغة والثقافة مسؤولية جماعية تستمر عبر الاجيال."
وتأتي هذه المشاركة تأكيدا لدور وزارة الثقافة ومؤسساتها في دعم اللغة العربية، وتعزيز الوعي بقيمتها بوصفها ركزة اساسية للهوية الوطنية ورافدا اصيلا للتنمية الثقافية والمعرفية.