أطلقت مكتبة الإسكندرية أحدث إنتاجاتها الوثائقية بعنوان «حجر رشيد: مفتاح الحضارة المصرية»، وذلك في إطار جهودها المستمرة ضمن مشروع «عارف.. أصلك مستقبلك»، يهدف الفيلم الخمسون من السلسة إلى تقديم رحلة بصرية شيقة تمزج بين دِقَّة المعلومة التاريخية وسحر الحكاية.
حجر رشيد ليس كمجرد قطعة أثرية، لكنه قصة حضارة خالدة ألهمت العالم أجمع
ويتناول الفيلم حجر رشيد ليس كمجرد قطعة أثرية، بل قصة حضارة خالدة ألهمت العالم أجمع، ويؤكد الوثائقي على دِقَّة مقولة الأديب العالمي نجيب محفوظ: «مصر جاءت ثم جاء التاريخ»، من خلال استعراض أن الحضارة المصرية قد بدأت قبل عملية التدوين.
ويستعرض الفيلم تطور أنظمة الكتابة المصرية القديمة عبر الخطوط الثلاثة المنقوشة على الحجر، وهي: الهيروغليفية «الرسم المقدس»، والهيراطيقية «خط الكهنة»، والديموطيقية «الخط الشعبي»، وصولًا إلى القبطية التي مثلت الجسر الصوتي للغة المصرية القديمة، و يتتبع الفيلم رحلة الحجر المذهلة، بدءًا من معبد «سايس» بمحافظة الغربية، ومرورًا باستخدامه كحجر بناء في قلعة «قايتباي» ببرج رشيد خلال العصور الوسطى، حتى تم اكتشافه في عام 1799م على يد الملازم الفرنسي بيار بوشار، وتُسرد قصة الصراع اللاحق عليه بين القوات الفرنسية والإنجليزية، الذي انتهى بوجود الحجر في المتحف البريطاني حاليًا.
أحداث المعركة العلمية الطويلة التي دارت لفك طلاسم حجر رشيد
يقدم الفيلم أحداث المعركة العلمية الطويلة التي دارت لفك طلاسم الحجر، مسلطًا الضوء على جهود العلماء الأوائل مثل السويدي أكربلاد والإنجليزي توماس يونج، ويُظهر الوثائقي كيف نجح العبقري الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في تحقيق الانتصار العلمي، ويكشف الفيلم أن تفوق شامبليون جاء نتيجة إجادته للغة القبطية، والتي استخدمها لربط الصوت بالصورة في النصوص القديمة. ففي سبتمبر 1822، أعلن شامبليون نجاحه في فك أول رموز الكتابة المصرية القديمة؛ وبهذا الإنجاز، تحول حجر رشيد رسميًا من مجرد وثيقة ملكية قديمة للإعفاء من الضرائب إلى أيقونة عالمية ومفتاح جوهري لفهم التراث الإنساني.
ويمكن الاستمتاع بمشاهدة الفيلم الخمسون من السلسلة الوثائقية عارف.. «حجر رشيد مفتاح الحضارة»، من خلال قناة مكتبة الإسكندرية على اليوتيوب أو على الموقع الرسمي للمشروع على الروابط التالية: https://www.youtube.com/watch?v=cvbNs31kNIw ، http://https://reels.cultnat.org/