الخميس 4 ديسمبر 2025

عرب وعالم

تقرير: الغابات الإفريقية تتحول من مصدر للكربون إلى مصدر صاف للانبعاثات

  • 4-12-2025 | 14:28

الغابات

طباعة
  • دار الهلال

كشف تقرير نشر في مجلة "نيتشر" العلمية أن الغابات الإفريقية تحولت إلى مصدر صافٍ للانبعاثات بعد أن كانت حليفا أساسيا في مكافحة تغير المناخ العالمي، وذلك بسبب تزايد إزالة الغابات الناجم عن الأنشطة البشرية.

وذكرت وكالة "ايكوفين" المعنية بالشئون المالية والاقتصادية الإفريقية، التي نقلت عن تقرير "نيتشر"، أن القارة الافريقية امتصت كميات من الكربون تفوق ما تطلقه في الغلاف الجوي بفضل غاباتها الاستوائية في عام 2010، إلا أن الخسائر الفادحة في الغطاء الحرجي، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وأجزاء من غرب إفريقيا، قلبت الموازين.

ويستند التقرير، الذي يحمل عنوان "فقدان الغابات الاستوائية الرطبة عريضة الأوراق حول غابات إفريقيا من مصدر للكربون إلى مصدر له"، إلى رصد استمر عشر سنوات للتغيرات في الكتلة الحيوية للغابات فوق سطح الأرض - أي كمية الكربون المخزنة في الأشجار والنباتات الحرجية - باستخدام بيانات الأقمار الصناعية ونماذج تعلم آلي فعالة.

ويعتمد هذا الرصد، الذي أجراه فريق من الباحثين التابعين لعدة جامعات أوروبية، بما في ذلك جامعات ليستر وشيفيلد وهلسنكي، على البيانات التي يوفرها جهاز الليزر الفضائي التابع لوكالة ناسا (GEDI) والقمر الصناعي الياباني المتقدم لرصد الأراضي (ALOS)، بالإضافة إلى آلاف القياسات الحرجية التي أجريت ميدانيا، وقد أسفر ذلك عن خريطة هي الأكثر تفصيلا حتى الآن لتغيرات الكتلة الحيوية في القارة الإفريقية، تغطي عقدا من الزمن، بدقة كافية لالتقاط الأنماط المحلية لإزالة الغابات.

ووجد الباحثون أن إفريقيا امتصت كمية من الكربون تفوق ما أطلقته بين عامي 2007 و2010، ويعود الفضل في ذلك بشكل خاص إلى غاباتها الاستوائية، لكن منذ ذلك الحين، قلبت إزالة الغابات على نطاق واسع الموازين، مما جعل القارة مصدرا صافيا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وخلال الفترة بين عامي 2010 و2017، فقدت الغابات الإفريقية ما يقرب من 106 ملايين طن من الكتلة الحيوية سنويا، أي ما يعادل وزن حوالي 106 ملايين سيارة. ونتيجة لذلك، تطلق هذه الغابات الآن كميات من الكربون تفوق ما تزيله.

وكانت الغابات المطيرة الاستوائية عريضة الأوراق في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وأجزاء من غرب إفريقيا الأكثر تضررا. ولم تكن الزيادة في مساحات مناطق السافانا الناتجة عن نمو الشجيرات كافية لتعويض الخسائر.

وتعد الأنشطة البشرية السبب الرئيسي لهذا الاضطراب؛ إذ يزيل المزارعون المزيد من الأراضي لإنتاج الغذاء. كما تفاقم مشروعات البنية التحتية والتعدين من فقدان الغطاء النباتي، مما يقوض مرونة النظم البيئية.

وأكد مُعدّو التقرير على الحاجة الملحة للتحرك لإنقاذ أهم عوامل استقرار المناخ الطبيعية على كوكب الأرض، ويوصون القادة بتنفيذ سياسات لإنهاء إزالة الغابات عالميا، وفقا لما ينص عليه "إعلان قادة جلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي"، وهو اتفاق رئيسي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP26) عام 2021. كما يدعون إلى تنفيذ مبادرات جديدة لاستعادة الأراضي، على غرار آلية REDD+ (خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية)، وهي آلية دولية مصممة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية، بالإضافة إلى مراجعة المساهمات الوطنية المحددة (NDCs) بموجب اتفاقية باريس للمناخ للتعويض عن الفقدان المستمر لمصارف الكربون الطبيعية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة