كان وسيبقى واحدًا من أولئك الذين وُلدوا ليجمعوا في شخصٍ واحد عوالم لا تجتمع؛ عالم الرياضيات الصارم، والفلك الدقيق، والشعر الذي يقطّر فلسفةً ودهشة عالمٌ قدّم للمعرفة ما يرسّخ اسمه بين كبار العلماء، ووهب للشعر ما جعله أيقونةً لاتُمحى عبر القرون، إنه العالم والشاعر المبدع الفارسي عمر الخيام.
إن عمر الخيام متفردًا صاحب القصائد ذات الأبعاد الوجودية أسرَت كل من قرأها أو أصغى إليها، وتركت أثرًا لا يزال يتردّد حتى يومنا هذا، متجسدًا في «رباعيات الخيّام»؛ تلك السطور التي خطّها بعمقٍ يُشبهه، وبصيرةٍ لا تشبه أحدًا. إنه عمر الخيّام… العالِم الذي قاس حركة النجوم، والشاعر الذي قاس حركة الروح.
وفي السطور التالية نرصد أهم خطوات رحلة «حكيمٌ المرصد وبليغ المعنى» .. عمر الخيام
اسمه الحقيقي غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إِبراهيم بن صالح الخيام النيسابوري
عالِم رياضيات وفلك وفيلسوف وشاعر فارسي… جمع بين صرامة العلم ودهشة الشعر.
ولد في نيسابور عام 1048م في بيئة علمية مزدهرة في خراسان.
درس على يد كبار علماء عصره، وتفوّق مبكرًا في الرياضيات والفلك والفلسفة.
صانع التقويم الفارسي الأدق في زمانه« جليلي»، وتوصل إليه عام 1074 بعملية حسابية.
مؤسس منهج لحساب المثلثات ومعالجة معادلات الدرجة الثالثة بقطع المخروط.
أول من استخدم كلمة «شيء» للدلالة على المجهول، وتحوّلت لاحقًا إلى الرمز العالمي X.
قاد بناء مرصد أصفهان، وأشرف على رصد النجوم وتحديد طول السنة بدقّة غير مسبوقة.
شاعر ذو بعد فلسفي عميق.
خلّدته رباعيات الخيّام التي انتشرت عالميًا وترجمت لعشرات اللغات
ترجم الشاعر الإنجليزي «إدوارد فيتزجيرالد» الرباعيات في القرن 19ر=إلى الانجليزية.
ترجم أحمد رامي الرباعيات إلى لعربية وغنت أم كلثوم بعضها
جمع بين الحكمة والشك والتأمل الوجودي في بناء شعري بسيط في الشكل، عميق في الدلالة.
أصبح رمزًا عالميًا للشعر الفلسفي، وما تزال رباعياته تُقرأ وتُغنّى حتى اليوم.
رحل في مسقط رأسه نيسابور عام 1131م عن عمر يناهز 83 عامًا ودُفن في المكان الذي وصفه شعرًا قبل رحيله.
